"جبل بوما" السودانية.. أنجح عمليات تخليص الرهائن في العالم
صورة أرشيفية
أعلن وزير الدفاع السوداني الفريق ركن عوض بن عوف، الإثنين الماضي، أنّ القوات المسلحة السودانية لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى، بالتزامن مع تجمع آلاف المتظاهرين المناهضين للرئيس عمر حسن البشير على التوالي أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم.
وقال بن عوف خلال اجتماع لكبار قادة الجيش، إنّ القوات المسلحة ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، لكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر التفلت الأمني، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية.
ومع إعلان هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية السودانية أنّ القوات المسلحة السودانيّة ستُصدر بيانا مهما بعد قليل، يترقب آلاف السودانيين المعتصمين، لليوم السادس على التوالي أمام مقر قيادة القوات المسلحة في العاصمة "الخرطوم"، للمطالبة برحيل البشير.
وذكر موقع وزارة الدفاع السودانية على موقعها الإلكتروني، أنّ القوات المسلحة السودانية وعبر تاريخها الطويل وسجلها الحافل بالبطولات والانتصارات، لعبت أدوارا محلية وإقليمية ودولية بارزة، الأمر الذي أكسبها سمعة إقليمية ودولية طيبة، كما أكسبها خبرات عسكرية جديدة، إذ خاضت معظم حروب محمد علي باشا الخارجية، كما شاركت مع القوات الفرنسية حربها فس المكسيك، وكان لها دور محسوب في الحرب العالمية الأولى، لكن دورها البارز كان في الحرب العالمية الثانية، وأسهمت أيضا في أنشطة حفظ السلام ومراقبة وقف إطلاق النار من خلال عملها مع الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الوحدة الأفريقية.
ونفذ الجيش السوداني عدة عمليات، وتعتبر عملية "بوما" الجويةـ البرية، لتخليص رهائن أجانب أمريكيين وكندي وألماني وهولندي وعددهم 5 في العام 1983، من أنجح عمليات تخليص الرهائن في العالم عن طريق الاقتحام الرأسي.
وذكر موقع وزارة الدفاع السودانية على موقعه على الإنترنت، أنّ الظروف السائدة في ذلك الوقت، أنّ حركة التمرد كانت ما تزال في بداياتها بعد تمرد الكتيبة 105 وانضمام العقيد جون قرنق لحركة التمرد وكانت القوات المسلحة في ذلك الوقت شأنها شأن قوى الدول الأخرى تحصل على كثير من المعونات من العالم الغربي في شكل منح وهبات وإعانات حيث تلاحظ من أنواع الطائرات التي اشتركت في هذه العملية.
وأشارت الوزارة السودانية، إلى أنّ "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، أعلنت عن نفسها في 15 مايو 1983 بدعم من إثيوبيا الشيوعية في ذلك الوقت كجزء من الحرب الباردة دخل فيها السودان وإثيوبيا بالوكالة عن العملاقين أمريكا وروسيا في ذلك الوقت كإحدى بؤر التوتر بين القطبين.
وأوضحت الوزارة السودانية، أنّ منطقة "جبل بوما" من أجمل المناطق السياحية في العالم، إذ يبلغ ارتفاع الجبل نحو 5000 قدم، فيما تطل المنطقة على الأخدود الأفريقي العظيم والطقس غائم طوال العام، وفي سفح الجبل توجد أكبر حظيرة حيوانات وحشية طبيعية في العالم، تعيش فيها جميع حيوانات الغابة الاستوائية، ما جعل الأوروبيون يبنون مركزا لأبحاث الحيوانات الوحشية، ومطارا صغيرا يبلغ طوله 250 مترا في أعلى الجبل، بينما كان يقيم شخص أمريكي الجنسية هو وزوجته.
وأوضح موقع الوزارة السودانية، أنّه في 30 يونيو من العام ذاته، هبطت في المطار الصغير طائرة "إف 60"، اضطراريا لنفاذ الوقود، وكان يقودها المقدم طيار الرشيد محجوب، فيما هاجم المتمردون المنطقة ولم يجدوا الطائرة لكنهم اعتقلوا الأجانب الخمسة الموجودين.
وتابع موقع الوزارة السودانية قائلا، إنّ المفاوضات بدأت مع حركة التمرد في وقت كان التخطيط يجري في غرفة عمليات قيادة الفرقة الأولى جوبا، إذ كان رئيس شعبة العمليات العقيد عصام ميرغني مع قيادة المفارز الجوية، التي تتكون من 2 طائرة بوما 105 و3 طائرة بيوما 3 طائرات بل 212 و2 طائرة بفلو وكانت في الانتظار 2 طائرة مقاتلة "إف 50" بعد عمل تقدير موقف ومناقشة الخطط البديلة تم الاتفاق على عملية اقتحام رأسي بطائرات الهل لتحرير الرهائن واستعادة المنطقة تمت الموافقة على الخطة، فيما أسفرت العملية عن استشهاد أحد أفراد القوة السودانية.