بريد الوطن| مخطوطة وُجدت فى بير السلم
مخطوطة وُجدت فى بير السلم
لم تكن صدمتى فى انتحار صديقى «صابر مظلوم» أقوى من صدمتى عندما أعطتنى والدته ظرفاً وجدوه بجوار جثته التى وجدوها ببير السلم، مكتوباً عليه اسمى وبجواره كيس سم فئران فارغ، كان «صابر» يعانى من الاكتئاب نظراً لعجزه عن الزواج وكبر سنه، ولكن لم أتخيل أن يجرجره اليأس للانتحار، ولمعرفه سر صدمتى هيا نقرأ الخطاب معاً: «صديقى العزيز.. أعرف أنك مندهش لانتحارى، وأكثر اندهاشاً لأنه فى بير السلم، وسأمحو دهشتك عندما أخبرك بأننى فضّلت الموت فى المكان الذى شهد أول وآخر علاقة لى بالجنس الآخر وأنا فى السادسة من عمرى، عندما قبّلت صديقتى أثناء لعبنا (عريس وعروسة)، وأنت تعلم أننى حاولت الزواج أكثر من مرة، لكن محاولاتى كانت تتحطم على صخرة المبالغة فى طلبات العروس وأهلها من سكن وذهب وخلافه، فقررت الإقلاع عن الزواج والصيام، كما نصح الرسول (من لم يستطع الباءة) ولكن كيف وأنا أصوم رمضان بالعافية، ولو صمت ماذا أفعل بعد الإفطار عندما تتحرك غريزتى، وحاولت غض بصرى فى الشارع، فأجد فى الإنترنت والتلفاز ما يثير أبوالهول، أغض بصرى عن كل هذا تطاردنى التخيلات والأفكار ومشايخنا لا يجدون حلولاً سوى التحريم ويريدوننا قديسين فى هذا الزمن الطين، حتى حور العين الذين كنا نصبّر بهن أنفسنا يقول بعض المشايخ إنه ليس المقصود بهن النساء يعنى الجنة، كمان خلّوها لنا (ناشفة) فماذا أفعل، وقد طحنتنى الحيرة بين أنيابها، فأنا لا أرغب فى الحرام وأخشاه، ولا يرغبنى الحلال وأعجز عنه، لذلك ذهبت للعالِم بالأحوال.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون – المنوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com