صحفي تركي: العدوان على سوريا مقامرة سياسية.. وأردوغان سيخرج خاسرا
أردوغان
قال يافوز بيدر، رئيس تحرير موقع "أحوال" الإخباري التركي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بمقامرة سياسية من النوع الذي أتقنه على مر السنين، حيث سيعمل على استغلال تحركه في سوريا، ليؤكد من جديد أنه القائد الأعلى، لاستخدام الأدوات المحلية لترويض خصومه بشكل أكثر قسوة، وإصلاح أي ضرر تعاني منه صورته بسبب الهزيمة في الانتخابات المحلية.
وأضاف بيدر، في مقال تحليلي، إن التحرك التركي في سوريا سوف يكلف أردوغان الكثير في النهاية، لافتا أن الصفقة ستثير مزيد من العواصف في واشنطن، حيث يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينزلق إلى دوامة الإقالة.
وانتقد بيدر الصفقة التي عقدها أردوغان لوقف إطلاق النار، قائلا إن معظم هذه المتغيرات لها علاقة بالحقائق التي يتعذر على الصفقة تجاهلها، فأولا وقبل كل شيء، لا ترقى الصفقة إلى وضع شروط قوية بما يكفي لانسحاب واسع النطاق للقوات المسلحة التركية من المناطق التي غزتها.
وتابع: "أخذ أردوغان مقامرة أخرى، إذا لم يقم الأمريكيون بتطهير قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد فسوف يتسارع التوغل، يجب أن تؤخذ هذه الإشارات كدليل أن أنقرة ستحاول تعظيم مكاسب الصفقة لممارسة وجود عسكري دائم في الأجزاء التي غزتها في سوريا.
ومع ذلك، فإن الصفقة لا يمكن أن تخفي حقيقة أن تركيا معزولة لأن لديها بعض الخطط الغريبة، لبدء مشاريع إعادة التوطين والبناء على أرض أجنبية، دون موافقة أي شخص.
إذا كانت الأولوية بالنسبة لسوريا هي إعادة تأكيد سيطرتها على الأجزاء الشمالية ذات الأغلبية الكردية وإجبار تركيا على الخروج من أراضيها، فستكون روسيا، الفائزة في لعبة الشطرنج السورية متعددة الأبعاد، هي التي ستضطر لإدارة حل".
وأردف الكاتب الصحفي التركي: "يعرف الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذه الصفقة غير واضحة وقصيرة الأجل، وأنه بمجرد موافقة قوات سوريا الديمقراطية على اختيار جانبهم، فإن اتفاقية أضنة التي يشير إليها أردوغان لن يكون لها صلاحية فيما يتعلق بصفقات استمرار الوجود.
كان من الواضح أن ألكساندر لافرينييف مبعوث بوتين الخاص إلى سوريا قد عاد إلى موسكو وهو هادئ بعد الصفقة التي عقدتها تركيا مع الولايات المتحدة.
عندما يلتقي أردوغان بعد ذلك بنظيره الروسي، الذي يجب أن يتعامل معه باحترام كبير، سوف يذهب بوتين إلى أبعد من ذلك، سوف يحرص بوتين على معالجة قضية إدلب والجهاديين المجتمعين هناك، ويدفع أردوغان إلى عمق أكبر من خلال الإصرار على إجراء محادثات مباشرة مع الأسد، ببطء ولكن بحزم، يصل بوتين إلى هناك".
تنتهي المقالة بالإشارة أن في نهاية المطاف أردوغان يديه مقيدتان، عقله مقفل، سوف تهتز الأرض التي يأمل أن يقف عليها، بالنسبة للغرب، فإن أردوغان مسؤول عما يحدث، بالنسبة لروسيا، فهو مفيد حتى لا يكون كذلك.