"القاهرة وعين شمس وحلوان" تشكو ضعف الميزانيات وقلة المسارح
أحد عروض الفرق المسرحية بجامعة القاهرة
تشتعل المنافسة كل عام بين الفرق المسرحية داخل جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، حيث تدخل فى تحدٍّ لتقديم أفضل العروض التى تنافس فى المسابقات خارج الحرم الجامعى، يختارون أفضل العناصر من الطلاب للمشاركة باسم كل كلية، ويخضعون لفترة تدريبية مع بداية العام الدراسى، ثم تأتى مرحلة تكوين فريق المنتخب الذى يمثل كل جامعة، ويتطلع الطلاب إلى الجوائز والفرص التى تنتظرهم بعد تخرجهم، حيث يجرى تقديم عرضين على مدار العام الدراسى، الأول يقوم عليه الطلاب، والثانى يتم الاستعانة بمخرج محترف من الخارج.
ضحى محمد، طالبة فى الفرقة الثانية بكلية حقوق عين شمس، شاركت فى فريق مسرح الجامعة، مؤكدة أنه مع بداية العام الدراسى يبدأ الجميع التقدم لفريق المسرح، ثم يخضع المتقدمون لورشة لمدة 4 أسابيع يتم خلالها اختيار المواهب فى جميع المجالات وقياس مدى استجابتهم والتزامهم للمشاركة فى عرض ينافس: «المخرج بيطلب من كل واحد يكتب بحث عن معلومات مسرحية»، لا يشترط الخبرة نهائياً، فقط الالتزام بحضور البروفات وتنفيذ تعليمات مسئول الفرقة. وتقدم كل كلية عرضين خلال العام، الأول من صنع الطلبة، ويسمى عرضاً ذاتياً والثانى يكون عرضاً طويلاً يتم الاستعانة فيه بمخرج محترم: «بنشارك بهم فى مهرجان الجامعة»، لافتة إلى أنها أحياناً نضطر للتفريط فى بعض المحاضرات من أجل حضور البروفات حباً فى التمثيل الذى تتمنى أن تجد فيه فرصة مناسبة لتنمية موهبتها، موضحة أن هناك عدداً من زملائها قدموا فى معهد الفنون المسرحية بعد المشاركة فى عروض داخل الجامعة: «عيوننا على الفنانين اللى خرجوا من الجامعة زى أس أس وأنور وعبدالرحمن ودايماً بيدعمونا وبيجوا يشجعوا الفريق».
حسن سامى، طالب فى الفرقة الثالثة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، شارك فى فريق المسرح منذ العام الأول، وبدأ يكتسب خبرة من زملائه فى الفريق الذى تعرف عليه عن طريق المصادفة بعدما ظل يبحث عنه للانضمام له، واختير ضمن فريق مسرحية «اللعبة»، الذى حقق نجاحاً ملحوظاً وشارك فى مهرجان الساقية: «تحمست أكتر إنى أكمل بعد ما العرض نجح». أعجب «سامى» بتجربته الأولى، مؤكداً أن هذه الأنشطة ترفع عنهم أعباء كثيرة وضغوطات المذاكرة، خاصة فى كلية مثل التى ينتمى إليها، لكنه يجد فى البروفات مساحة لشحن طاقته واستعادة حماسه: «كل الناس بتاخد تشارك فى أنشطة عشان التقدير»، ينضم لفريق المسرح عدد قليل مقارنة بالكليات الأخرى، تنطلق البروفات مع نهاية اليوم الدراسى من 4 وحتى 8 مساءً، توفر الجامعة قاعات للتدريب فيها كنوع من الدعم. ويحكى أن فريق المسرح تم تأسيسه قبل 10 سنوات وبدأ يتطور وينتج عروضاً بشكل سنوى، بل وإذاعتها عبر قناة على اليوتيوب باسم «سياسة تون»، ترويجاً لهم وتعبيراً عن موهبتهم، يتم الاعتماد على العناصر القديمة فى الفريق لقيادة العروض الذاتية وفقاً للائحة التى تضعها الجامعة، شارك فى ثلاثة عروض «ليلة القتلة، والصفحة رقم 13، ومدينة التلج».
تناقش العروض بعض القضايا الاجتماعية التى تتحدث عن الضغط الأسرى ومشاكل الآباء والأبناء، لم يقتصر نشاطها على فترة الدراسة فقط بل تمتد للإجازة الصيفية: «كوّنا فريق حر وعملنا عروض فى الصيف». يتراوح عدد الفريق من 12 لـ15 شخص من الجنسين تختلف من عام لعام.
"عادل": "حلوان دون منتخب يمثلها"
فى جامعة حلوان، يعانى محمود عادل، رئيس كاست تجارة، من قلة الإمكانيات وضعف الميزانيات وندرة المسارح وإلغاء منتخب الجامعة منذ ثلاث سنوات واقتصار العروض على الكليات فقط، مؤكداً أنه يحتاجون لفريق يمثل الجامعة بشكل عام ويحتك بالفرق الأخرى: «بقالنا سنين بنحاول نرجع المنتخب بيقولوا لنا مفيش ميزانية». يحكى أن المنتخب كان ينافس فى مسابقة إبداع والمهرجان القومى للمسرح ويضم طلاباً من مختلف الكليات، لكن حالياً يتم إنتاج عروض من داخل كل كلية فقط منها عرض ذاتى يقوم عليه الطلاب، تتراوح ميزانيته من 5 لـ7 آلاف جنيه: «ما بيكفوش حاجة وفيه جامعات بتدّى بـ30 ألف»، مؤكداً أنه لا يوجد تكافؤ بين الجامعات من حيث التمويل، لافتاً أن بعض الكليات تفتقد المسرح للعرض عليه.
ويجتهد الطلاب فى تدبير كل محاور العمل الذى يقدمونه، مثل الإضاءة والأزياء والمكياج والتأليف والإخراج والديكور والموسيقى وغيرها، ويتكون الفريق من 45 شاباً من الجنسين يشارك فى مهرجان ساقية الصاوى والملتقى الدولى للمسرح الجامعى.
"عصمت": "المسرح الجامعى بوابتنا للنجومية"
وللعام السابع على التوالى يشارك أحمد عصمت فى فريق المسرح الجامعى، حتى تم اختياره رئيساً لفريق منتخب جامعة القاهرة، يحكى أنه يحمل خطة جديدة لتطوير الفريق حتى يعود للمنافسة بعدما تغيب عن حصد جوائز إبداع والمشاركة فى المهرجان القومى للمسرح لسنوات قليلة. كان ضمن فريق كلية الآداب سنوات، ثم انتقل للمشاركة على مستوى الجامعة، مؤكداً أن مسرح الجامعة من أهم الأماكن التى تفرز العديد من المواهب وتؤسسهم ليخرجوا بعد ذلك ينافسون على الساحة الفنية: «معظم النجوم بدأوا مشوارهم على مسرح جامعة القاهرة وعين شمس». لكن «عصمت» يشكو من تفاوت الميزانيات بين كليات وأخرى.