وثائقي.. الأزهري يوضح القواسم المشتركه بين "قطب" والخوارج
الشيخ أسامة الأزهري
عرضت قناة "dmc"، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الذي يعرض قصة حياة سيد قطب، القيادي البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، حيث يوضح العلاقة النفسية بين سيد قطب وفكر الخوارج.
قال الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، إن قطب كان متمركزا حول ذاته، ويجعل فكره هو معيارا للهدى والدين، ومعيارا للإيمان.
وأضاف أن قطب كان لا يبالي بعد ذلك بأن يطلق وصف "الكفر" على الناس جميعا، حتى يصل الأمر في ذروة استخفافه بالآخر، وأنه في أثناء المحاكمات وكما كتب بنفسه في المذكرات التي طبعت، أنه كان يخطط مع تنظيم 1965 لنسف القناطر الخيرية.
وتابع أن معنى ذلك مباشرة هو إغراق ملايين من الناس، ومئات القرى والمدن والنجوع والكفور والأنفس، ولا يبالي إذا غرقت في سبيل تنفيذ فكرته التي جعلها محور الكون والحقيقة، ولا يبالي أن يسبب الخراب للناس جميعا لإثبات أن فكرته كانت هي الحق والصواب.
وأوضح المعلق على الفيلم، أنه بعيدا عن الشق الإجرامي لمخططات سيد قطب كانت التحقيقات معه قد شهدت بعضا من مواجهات الأفكار بعد أن أقر المتهم أن كتابه "معالم في الطريق" هو خلاصة آرائه وأنه كان يقود التنظيم على أساسها، حينها سأله المحقق صلاح نصار عن مدى التطابق بين ما جاء به في المعالم وما أتت به فرق الخوارج قبل قرون، حين كفروا غيرهم من المسلمين واعتبروا أنفسهم فقط جماعة الإيمان.
وقال أسامة الأزهري، إن هناك عددا من القواسم والمشتركات النفسية التي تجمع بين سيد قطب وبين الخوارج، منها الاعتداد الشديد بالذات على نحو يجعل صاحبه غير قابل لأن يتقبل فكرة أخرى أو شخص آخر.
وأضاف أن الخوارج عندهم اعتداد زائد بأنفسهم وحالة مزمنة من الكبر التي جعلت كل واحد منهم أهلا لإصدار الأحكام على الناس جميعا.
وتابع أن قطب كان يمتلك من الاعتداد الزائد بالنفس الذي يصل إلى حال الغرق في النفس، كان غارقا في نفسه، وكان يظهر هذا في كلامه ومشيته ونظرته وفي عدم قابليته لإجراء مراجعة لفكره، في اقتحام ثوابت من الدين والشريعة ليكفر بها الناس جميعا. واستطرد: "نستطيع بوضوح أن نرى أن هناك قواسم نفسية مشتركة بين قطب وبين الخوارج".