الباكستانيات يخاطرن بحياتهن لاخيتار زوجهن.. "التار ولا العار"
شجاعة هى كما يراها البعض، انحلال كما يراها آخرون.. عندما تقرر فتاة الخروج من عباءة فرض الوصاية عليها وتقرر بكامل إرادتها أن تخوض مغامرة البحث عن شريك حياة ولو كلفها الأمر عصيان الوالدين، لتكون معظم خطواتها محفوفة بالمخاطر لعدم تقبل مجتمعها هذه الفكرة من البداية.
موضوع شائك أثارته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى سياق تقرير لها داخل المجتمع الباكستانى، ورؤية المجتمع للفتاة الباكستانية، لتقول: «النساء الباكستانيات يخاطرن بحياتهن من أجل اختيار زوجهن وعصيان آبائهن».
وتروى الصحيفة قصة فتاة تدعى «نصرى موسى»، البالغة من العمر 25 عاما، التى تركت منزل والدها بسبب رغبات عائلتها التى تمليها عليها حتى فى الزواج، لتقرر خوض المغامرة مهما كلفها الأمر ولاحقتها العادات والتقاليد التى أرادت أن تتحرر منها.
وتقول نصرى للصحيفة: «بعد رفضى الزواج بالطريقة التقليدية، قررت الزواج من عباس باتى عام 2007 فى إحدى محاكم كراتشى سرا وانتظرت حتى يستطيع عباس توفير المال والمكان المناسبين للحياة معا، ثم تركت أهلى بعد ذلك لنقيم فى مكان سرى لا يعرفه أحد خوفا على حياتنا وحياة أبنائنا من القتل بعد الكثير من رسائل التهديد والوعيد التى نعلم بها يوميا من قبل عوائلنا»، وتضيف السيدة نصرى: «بعد خمس سنوات من الزواج لم أعد أهتم بشأن تهديدات والدى ووالدتى، لكن ماذا يمكننى أن أفعل عند قيامهم بإرسال أحد الأشخاص لقتلى أو قتل أحد أبنائى؟».
فيما أوردت الصحيفة معلومات من التقرير السنوى للمنظمة الباكستانية لحقوق الإنسان لعام 2011، وهى منظمة مستقلة، يكشف التقرير عن أن هناك على الأقل ما يقرب من 943 حالة قتل نساء قررن الزواج رغما عن آبائهن فيما يعرف بـ«قضايا شرف»، وأن من بينها 219 حالة بسبب الرغبة فى الإقدام على هذه الخطوة فقط.