في مدينة "لاجوس" النيجيرية.. مساعدة الفقراء تبدأ من القمامة
أطلقت مدينة لاجوس، إحدى أضخم المدن في نيجيريا، والتي تكتظ بالأحياء الفقيرة، مشروع "وي سايكلرز" لتحويل النفايات إلى نقود.
ويتخذ المشاركون في المشروع القميص الأرجواني اللون رمزًا للمبادرة، وتهدف هذه المبادرة إلى تغيير سلوك الأفراد في التعامل مع عملية التخلص من النفايات للمحافظة على البيئة.
وجاءت فكرة المشروع من صاحبة مبادرة "وي سايكلرز" أبيولا أديبي، والحائزة على جائزة مبادرة كارتييه للسيدات في العام 2013، عندما كانت تدرس علم الحاسوب وإدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال تقديم دراسة تركز على المشاكل التي يواجهها السكان في المناطق ذات الدخل المنخفض.
وتقوم الفكرة على جمع النفايات من منازل الأسر المسجَّلة في برنامج الحوافز في الأحياء ذات الدخل المنخفض، ثم يتم فرز النفايات وبيعها لمصانع إعادة التدوير، بحسب شبكة أخبار "سي إن إن".
وفي المقابل تحصل الأسر المشاركة في البرنامج على نقاط يمكن استبدالها بمكافآت بسيطة مثل الأدوات المنزلية أو منتجات الأغذية، وفي هذا الصدد، قالت أبيولا: "يمكن للمشاركين استبدال النقاط بمواد عينية كل فترة ثلاثة أشهر، ما يحفزهم للمشاركة في عملية إعادة التدوير".
وتجدر الإشارة، إلى أنّ التعداد السكاني لمدينة لاجوس يبلغ 18 مليون نسمة، فضلاً عن إنتاج حوالي 10 آلاف طن من النفايات يوميًا، وفقًا لسلطة إدارة النفايات، ويتم التخلص من 40% من النفايات فقط، فيما تبقى 60% من ركام المخلفات في الشوارع وعلى أبواب المنازل أو يتم تصريفها في أنابيب الصرف الصحي، ما يشكل خطرًا على الصحة والبيئة.
وتعتبر الأحياء الفقيرة الأكثر تأثرًا، وأوضحت أبيولا: "إذا توفَّرت البيئة النظيفة، تتوفَّر الصحة، وعندها يمكنك البدء في التفكير بالمال والعمل وغير ذلك"،
ورغم التحديات المادية التي يواجهها المشروع، إلا أنه تم توظيف 31 شخصًا في الوقت الحالي، ويقدم هؤلاء خدمات إعادة التدوير منذ فترة عام ونصف لـ5 آلاف أسرة مشاركة في البرنامج، وتم جمع 300 طن من النفايات باستخدام دراجات هوائية منخفضة التكلفة ومصنَّعة بشكل مبتكر لنقل النفايات.
وتطمح أبيولا على المدى الطويل، بتحويل مبادرة "وي سايكلرز" إلى أضخم شركة لإعادة التدوير على مستوى نيجيريا وتحقيق أرباح كبيرة.