عبدالمعطي حجازي: "الملحمية" و"اللغة" و"المناخ الشعري" مميزات أدب محفوظ
قال الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، إنه من السهل الحديث عن نجيب محفوظ كروائي واقعي، تأثر بكتاب الرواية الواقعية العالميين الذين اشتهروا في آواخر القرن التاسع عشر والعشرين، لكني أود الحديث عن قراءتي لرواية محفوظ دون النظر لها من خلال مدرسة أدبية معينة.
وأضاف حجازي، لـ"الوطن"، "الملحمية سمة أساسية في كتابات محفوظ، وتعني زمن متدفق وشخصيات تلي بعضها بعض، فهو لم يقدم واقعة واحدة أو قصة محدودة بشخصيات معينة، وإنما يحكي أحداث تتطور وأزمنة تتلاحق، يظهر هذا في (الثلاثية) و(أولاد حارتنا)، التي تناول فيها قصة البشرية منذ آدم حتى الآن".
وتابع، "السمة الثانية هي اللغة الشعرية والمناخ الشعري، الذي تدور فيه الأحداث، فهو لم يقدم واقعًا وقصة بقدر ما كان يقدم فكرًا وفلسفة ويتضح هذا بشدة في عمله الأخير (الأحلام)، و(ثرثرة فوق النيل)، و(الشحاذ)".
واستطر حجازي، "محفوظ اهتم بالتاريخ واستطاع أن يؤرخ لمصر، فبدأ مشواره بثلاث روايات تاريخية، وأيضًا أراد أن يضع يده على الأشكال المختلفة التي سار فيها فن الرواية من الرواية اليونانية حتى الآن، فمشروعه الأدبي تناول الأسطورة والملحمة والتاريخ والرواية فكان شديد التميز".
واختتم قائلًا: "إن كنت أفتقده كأديب كبير، فأنا أفتقدة أيضًا كصديق رقيق، كان دائم الاهتمام والود حتى أنه وبرغم سنه، كان يزورني في بيتي في الدور الخامس بدون مصعد".