إسرائيل تنسى التاريخ.. وتتبنى فتاة "عرب 48" المشاركة في "آرب أيدول"
لا تُدرج هويتهم تحت بند "الشكليات" الذي يمكن تفويته لصالح ما هو أهم، تعددت مسمياتهم ما بين "عرب 48، فلسطينيو الداخل، فلسطينو 48، عرب الداخل، عرب إسرائيل، الوسط العربي"، التي تشير كلها إلى هؤلاء الذين رفضوا ترك أراضيهم وقت وقوع "النكبة" عام 1948 باحتلال الجيش الإسرائيلي لأراضيهم، فهم سكان فلسطين الأصليون الذين تسنّى لهم البقاء ضمن حدود الهدنة عام 1949 في البلاد، بينما هجّر نحو 80% من أهل البلاد الفلسطينيين.
المصطلحات تتحكم في هويات الآخرين، صباح اليوم، أشار أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، إلى أن المتسابقة منال موسى، المشاركة في مسابقة "arab idol"، من إسرائيل، وتمنى لها النجاح ومعها ابن بلدتها هيثم خلايلة المشارك أيضًا في المسابقة، منوهًا باختراقهم للقوانين، بسفرهم إلى لبنان "البلد العدو"، حيث كتب: "لا أدخل في الخلافات السياسية وفي كل ما يتعلق بكيفية المشاركة في البرنامج والسفر إلى لبنان ولكنني أتمنى النجاح والتوفيق لمنال موسى من إسرائيل في مسابقات عرب أيدول (وأيضًا لهيثم خلايلة الذي سأضع تنفيذه المفضل لدي غدًّا إن شاء الله)".
"فلسطين الداخل" هكذا تطلق منال موسى على وطنها، حينما كتبت في مشاركة لها مع جمهورها على صفحتها على "فيس بوك"، "مسا الخير .. شكرا كثير على تصميم الصورة الرائعة بحب اتشكر أهلي بلدي الحبيب فلسطين الداخل والضفة وأهلي في الشتات والمهجر وجميع الوطن العربي على دعمكم اللي انتو بالفعل سبب نجاحي، شكر لبلدي الغالي دير الأسد ولجميع أهل وطني فلسطين والعالم العربي أجمع، الله يحفظكو يارب شكرا لكل شخص دعمني بكلمه تشجعني إذا حبيتوني صوتولي عرقم 1".
بينما نشرت صحفية القدس العربي اليوم، ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن شخصين من عرب 48 يشاركان في الموسم الجديد من برنامج "آراب أيدول" الجماهيري، والذي يعرض على محطة MBC، وطرحت تساؤلات عن كيفية دخولهما إلى لبنان؟
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها، إن "منال موسى من دير الأسد، وهيثم خلايلة من مجد الكروم، اجتازا مرحلة اختبارات الأداء التي جرت في الضفة الغربية تحت رعاية السلطة الفلسطينية، ثم سافرا إلى لبنان".
وأوضحت أنه في الوقت الذي منع المشاركان من الحديث للإعلام، أبلغ أحد المقربين منهما صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن السلطة الفلسطينية أمّنت لهما تأشيرات دخول إلى الأردن، ومن هناك توجها إلى لبنان، أما بالنسبة لإسرائيل، فسألت الصحيفة جهاز "الشاباك" (الأمن الداخلي الإسرائيلي) الذي أوضح أن "السفر إلى الدول العدوة يعد جريمة جنائية"، وقال إنه لم يكن يعلم بسفر الفنانين الى لبنان، مشيرًا إلى أنه يمكن للشرطة أن تحقق بالأمر.
وتجرَّم القوانين الإسرائيلية زيارة مواطنين يحملون جنسيتها بعض الدول العربية التي تصنف بأنها "دول عدوة" كلبنان وسوريا، ويتم تقديم من يثبت زيارة هذه الدول إلى القضاء.
يعتبر "أفيخاي" المتسابقين إسرائيلين على أساس أن سلطات الاحتلال فرضت الجنسية الإسرائيلية على فلسطيني 48، وكان الخيار إما أن يحصل على الجنسية أو تعتبر غائبًا، فيفقد الحق في أملاكه ويتعرض للطرد إلى الخارج، وأمام خيارين أحلاهما مُر، تم قبول الجنسية من أجل استمرار الصمود والبقاء على الأرض، مثلما أوضح موقع البعثة الفلسطينة في المملكة المتحدة، والذي أشار إلى أن العرب في إسرائيل لم يحصلوا بعد على الجنسية والمواطنة الحقيقية بمعنى أن قانون المواطنة الإسرائيلي يعني اليهود فقط، بينما الوضع القانوني لوجود العرب يندرج تحت وضعية تأشيرة حق المكوث التي تمنحها الدول عادة للأجانب أو الأشخاص غير المحددة هويتهم ووطنهم، و"رغم أن العرب في إسرائيل يعيشون منذ أكثر من نصف قرن داخل الإطار الجغرافي لدولة إسرائيل لكنهم في الحقيقة خارج هذا الإطار من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بمعنى عدم اهتمام إسرائيل بمساواة العرب باليهود بل سعت فقط للسيطرة عليهم ضمن أطر علاقة تضمن تعايشهم مع وضعهم ووضعيتهم الدونية مقابل الوضعية الفوقية للشعب السيد في دولة الأسياد".