قصة اختراع ورق البردي في الحضارة المصرية.. غيّر وجه الثقافة بالعالم
ورق البردي - أرشيفية
من أهم وأعظم المعالم الحضارية التي نشأت في مصر القديمة هي اختراع الكتابة، التي كان الهدف الرئيس لها هو حرص المصريين القدماء على تسجيل أعمالهم وإنجازاتهم لتبقى خالدة على مدى العصور، إذ بدأ اختراع الكتابة باستخدام الصور التي تدل على أشياء وأفكار بعينها، وبمضي الزمن تطورت الكتابة لتدل على كلمات منطوقة.
أدوات الكتابة:
كانت الكتابة تتم بالنقش على الحجر باستخدام الأزاميل التي كانوا تمكنوا من اختراعها، وهو ما يشكل صعوبة كبيرة فلم يكن النقش على الحجر الصلب سهلًا خاصة بالنسبة للنصوص الهيروغليفية، بالإضافة إلى أنه يستغرق الكثير من الوقت، وهو ما كان يحد من كمية المعلومات التي كانوا حريصين على تسجيلها.
وقالت الدكتورة فرخندة حسن، في كتابها "التكنولوجيا المصرية القديمة" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب: «حاول المصريون القدماء الوصول إلى طريقة أسهل تمكنهم من تسجيل معالم حضارتهم، وهو ما كان الحافز للذي دفع بهم ليس فقط إلى اختراع الورق من نبات البردي المنتشر بدرجة في الدلتا، بل أيضًا إلى ابتكار العديد من مستلزمات الكتابة وأدواتها».
صناعة الورق:
وتتلخص تكنولوجيا صناعة الورق من لب نبات البردي في عدة خطوات، تبدأ بتقطيع اللب إلى شرائط طولية ورقيقة وتوضع متعارضة مع بعضها البعض في طبقتين أو ثلاث، ثم تبلل بعد ذلك بالماء حتى تلين تمامًا فيتم الضغط عليها بشدة لتشكيل شريحة «صفحة» رقيقة من الورق يمكن الكتابة عليها بسهولة، وإذا كانت النصوص المكتوبة طويلة كان يتم وصل هذه الرقائق «الصفحات» ببعضها البعض لتكون ما أطلق عليه «ملفوفة».
وأشارت فرخندة حسن: «يعتبر ورق البردي أحد أهم اختراعات الحضارة المصرية القديمة منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وسبق الورق الذي صنع في الصين بحوالي سبعة وعشرين قرنا من الزمان».
صلاحية ورق البردي
وتجدر الإشارة هنا إلى أن صلاحية أوراق البردي للكتابة جعلت استعماله مستمرًا حتى القرن الحادي عشر الميلادي فقد أشار جورج سارتون- مؤرخ- إلى أنه جرى العثور على منشورات باباوية كتبت على ورق البردي في عام 1022 الميلادي.
وأن العالم مدين لهذا الورق الذي حفظ أعدادًا هائلة من الوثائق ولولاه لتغير تاريخ الثقافة تغيرًا كبيرًا.