فشل وتخبط.. سقوط بايدن من فوق الدراجة يفتح النيران على أدائه السياسي
كاتب أمريكي: يجب ألا يترشح الرئيس الحالي لانتخابات 2024
الرئيس الأمريكي جو بايدن
سقوط من على دراجة وسط متابعة كثيرين، لحظات محرجة وموقف بالتأكيد لا يتمنى أن يقع فيه أي شخص فما بالنا عندما يتعلق السقوط برجل يشغل منصب رئيس القوة الأولى في العالم، هكذا كان حال جو بايدن الرئيس الأمريكي عندما سقط من فوق دراجته أمس في صور تداولها العالم كله، لكن السقوط أتى ويوازيه سقوط آخر في إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والصحية.
حتى أن صحيفة «ماركا» الإسبانية قالت بعبارات واضحة، أمس، إنَّ الرئيس الأمريكي تعرض لإذلال جديد هذا الأسبوع، هذه المرة ليس إذلالًا سياسيًا وإنما إذلالًا عندما سقط من فوق دراجته، ثم تحول الأمر إلى مادة للسخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي حين قال مواطنون أمريكيون أعطوه دراجة بـ3 عجلات حتى لا يقع، فيما قال آخرون ساخرون إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من فعلها.
اقرأ أيضًا:
بيان عاجل حول الحالة الصحية للرئيس الأمريكي بايدن عقب سقوطه بالدراجة
استطلاعات الرأي تؤكّد تراجع شعبية جو بايدن
«اقتصاد منهك بأعلى تضخم منذ أكثر من 40 عامًا.. عملية عسكرية روسية في أوكرانيا يقودها الثعلب بوتين.. علاقات مع الدول العربية باردة ومتردية.. فشل في التعامل مع ملف كورونا».. ملفات تعكس الحالة التي وصل إليها سيد البيت الأبيض في الوقت الحالي، وعبرت عنها كثير من أقلام الخبراء والكتاب في الولايات المتحدة.
وهو الأمر الذي انعكس على أحدث استطلاعات الرأي داخل الولايات المتحدة اليوم بشأن شعبية بايدن، إذ كشف استطلاع رأي لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية أن الرئيس تراجعت شعبيته بنسبة 39%، فيما أعرب نحو 44% من المستطلع آرائهم عن عدم قناعتهم بأدائه الوظيفي، وهي نسبة تزيد على استطلاع رأي آخر أجري في فبراير الماضي، بينما أبدى 16% فقط قناعتهم بأدائه الوظيفي.
ملف الاقتصاد.. أعلى معدل تضخم منذ 40 عاما وتوقعات بانخفاض الأجور وفقدان وظائف
في 22 يناير الماضي، كان طاقم تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية منتبهًا فيما يبدو لما هو عليه حال الاقتصاد الأمريكي خلال ولاية جو بايدن، فتحت عنوان «اقتصاد بايدن يسقط»، قالت افتتاحية الصحيفة إنَّ الشعب الأمريكي لا يشارك بالموافقة حيال رؤية الإدارة الأمريكية المشمسة لمستقبل الاقتصاد الأمريكي، فبينما تقول وزارة الخزانة الأمريكية إنَّ البلاد حققت في العام الأول لبايدن تعافي اقتصادي أكثر مما هو متوقع، في المقابل فإن الأمر ليس كذلك للموطن الأمريكي الذي لم يعد لديه ما يكفي لشراء ما يحتاجه من «الهامبورجر» على سبيل المثال.
ثم تعود الصحيفة مجددًا بتقرير جديد نشر قبل أيام قليلة تقول فيه إنَّ الملايين من الأمريكيين يعانون مع انخفاض مدخراتهم وارتفاع تكاليف معيشتهم. الآن، يبدو أن الاقتصاد مهيأ للتباطؤ، بشكل حاد على الأرجح - بطرق يمكن أن تحد من نمو الأجور وتتسبب في فقدان الوظائف حتى مع استمرار ارتفاع الأسعار.
وقالت الصحيفة ساخرة: «ولكن بدلاً من التسرع في مساعدة الاقتصاد من خلال منح الأمريكيين الأموال أو الإعانات، كما فعلوا في مارس) 2020، يعمل صانعو السياسة على هندسة هذا التباطؤ»، وفق الصحيفة، التي قالت إن البلاد تواجه تضخم عنيد في المقابل الطريقة الوحيدة للإدارة هي أن تفاقم آلام المواطنين الاقتصادية.
معدل التضخم أصبح أكثر الأخبار المخيفة
وبحسب تقرير الصحيفة، عندما بدأت الجولة الأولى من برامج مساعدات الأوبئة تنتهي في صيف عام 2020، حذر الاقتصاديون من جرف يلوح في الأفق ويواجه الأمريكيين الذين ما زالوا بحاجة إلى مساعدة الحكومة والاقتصاد المنهك بالوباء والذي لم يكن جاهزًا بعد للوقوف بمفرده، لقد كرروا تلك التحذيرات في الخريف الماضي، عندما سمح الكونجرس بانتهاء صلاحية إعانات البطالة لملايين العمال، ومرة أخرى في يناير عندما انتهت المدفوعات الشهرية للأسر التي لديها أطفال.
والآن فإن التضخم الذي ارتفع لأعلى معدل منذ أكثر من 40 عاما بزيادة بلغت 8%، أصبح أكثر الأخبار المخيفة التي يطالعها الأمريكيون صباح كل يوم، بحسب تقرير كتبته دانييل كورتزليبن مراسلة شبكة «إن بي آر» الأمريكية.
بايدن ومواجهة كورونا.. نتائج كارثية وفشل حتى في توفير اختبارات كورونا
لعل جائحة كورونا كانت واحدة من أهم محاور المنافسة السياسية بين بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إذ اتهم السناتور السابق منافسه وقتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالفشل الذريع في إدارة ملف أزمة كورونا، وتعهد بأن يقدم رؤية جديدة للتعامل معه.
إلا أن الوعد الذي قطعه بايدن يبدو أنه فشل فيه، وفي هذا السياق قال أستاذ الصحافة الأمريكي ستيفن تراشر، في مقال نشر بصحيفة «جارديان» البريطانية في 15 يناير الماضي، إنَّ خطة البيت الأبيض للتعامل مع الإصابات الشتوية على سبيل المثال أودت إلى نتائج كارثية.
ولفت أستاذ الصحافة الأمريكي، إلى أنَّ السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، سخرت من فكرة توفير اختبارات مجانية للأمريكيين وإرسالها بالبريد إلى المنازل، كما فعلت العديد من الدول الأخرى.
وتساءل الكاتب الأمريكي حول كيف وصلت أغنى دولة في العالم - دولة يحكمها الآن الحزب الذي يُزعم أنه يؤمن بالعلم - إلى هنا الوضع؟ وضع لا يتوافر فيه الاختبارات بما يكفي للكشف عن الفيروس، كما لم تتوافر هذه الاختبارات في مناطق شاسعة في البلاد، أو أنَّ الوصول إليها يتطلب الوقوف في طوابير طويلة جدًا، بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا لأولئك الذين يستطيعون تحمل ما يرقى إلى تسميته بضريبة على وقت الناس.
مشهد السقوط غير مألوف مقارنة بزعيمي روسيا والصين الغريمين التقليديين لـ«واشنطن»
كان مشهد سقوط الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 79 عامًا من فوق دراجته أمرًا غير مقبول، خصوصًا أن المقارنات عقدت بين بايدن ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني تشي جين بينج في ركوب الدراجة، وهو ما عبّرت عنه بعض تعبيرات المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي الذين سخروا منه، بحسب ما نقلت قناة «روسيا اليوم».
كما يرتبط الأمر نسبيًا باتهامات الفشل التي تطارد جو بايدن الحالي بشأن التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية، وأنَّه كان يمكن أن تكون هناك وسيلة غير ذلك يمكن من خلالها تجنيب الحليفة كييف السقوط تحت نيران موسكو، أو عدم قيام بوتين بعمليته العسكرية.
علاقات عربية يشوبها البرود والتوتر
الأسبوع الماضي، أعلن أنَّ زيارات الرئيس الأمريكي في الفترة من 13 إلى 16 يوليو، تشمل المملكة العربية السعودية، ولعل بايدن مهد لعلاقات متوترة مع الدول العربية منذ أن كان مرشحًا، حين تعهد بعزل الرياض أو جعلها دولة منبوذة، لكنه اليوم يعود وعكس ذلك يعلن عن زيارة مرتقبة للمملكة أحد الحلفاء الاستراتيجيين لـ«وانشطن».
وقال تقرير لموقع «فرانس فانكاتر» إنَّ الرئيس بايدن يريد إعادة ضبط العلاقة مع المملكة لعله يستفيد من الدولة الغنية بالنفط لمواجهة أزمة التضخم وارتفاع الأسعار داخل بلاده، إذ أنَّه من المقرر أن يشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي +3 أي دول المجلس بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.
يجب ألا يترشح بايدن لانتخابات الرئاسة 2024
«لماذا لا يجب أن يترشح بايدن لانتخابات الرئاسة 2024؟»، تحت هذا العنوان قال الكاتب أوليفر مونداي، في مقال بمجلة «ذا أتلانتك» الأمريكية يوم 16 يونيو، إنه بكل صراحة يجب ألا يترشح بايدن، مضيفًا أنَّه كبر في السن وسيكون وقتها عمره 82 عامًا، وأنه سيكون بنهاية تلك الولاية عمره 86 عامًا. ويقول الكاتب إنَّ الأمر أصبح مرهقًا للرئيس بايدن وللحزب الديمقراطي، وأشار كذلك إلى ارتفاع معدل التضخم، وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي.