«محمود» ينصحكم بالخطوة التالية لإلغاء مولد أبوحصيرة: «شيلوه وارموه»
إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية، وتشديدات أمنية على كل محاور محافظة البحيرة، تعليمات بتوخى الحذر والآداب العامة مع الزوار الأجانب.. نُذُر الشؤم التى يستقبلها أهالى «دميتوه» باقتراب موعد الاحتفال بمولد أبوحصيرة بالبحيرة، شعور بالغُصة يتملك «محمود الششتاوى» وأهل بيته فى هذا التوقيت من كل عام -رغم توقف الاحتفالات رسمياً منذ ثورة يناير- يضطر معها فى بعض الأحيان إلى التخلى عن سكنه مؤقتاً، فيما لا تودعه نظرات الخجل من القرى المجاورة، النظرة التى طفقت فى التلاشى بعد الحكم القضائى الذى خلصهم من كابوسهم السنوى.
الرجل الأربعينى نشأ فى قرية بسيطة لا تعرف الجدل سوى على الكيلومترات التى يحتلها مقام أبوحصيرة الذى يؤوى مئات اليهود سنوياً فى الاحتفال بمولده، لم يعهدوا مشكلاته قبل 16 عاماً، نظراً للمبالغة فى خرق العادات والتقاليد من قِبل المحتفلين التى تقلب قريتهم رأساً على عقب، فضلاً عن الإفراط فى التشديدات الأمنية وإغلاق الطرق، بحسب «محمود»، «الحكومة بتضيق الخناق على الأهالى، ويوقفوا الطريق ويبقى زحمة، ما بنعرفش نتحرك، وبنضطر نحدد إقامتنا، أو نلغى أعمالنا ومدارس أولادنا».
لم يكن إغلاق الطرق ووقف الحال السبب الوحيد وراء تحفظه على احتفالات «أبوحصيرة»، فالسمعة السيئة التى التصقت بقريتهم بسبب المولد أصابتهم بالحزن والخذلان، بحسب وصفه «القرى اللى جنبنا بتقول علينا كلام وحش، لأننا بنرضى اليهود يشربوا خمور ويرتدوا ملابس غير لائقة داخل البلد»، لا يملك «الششتاوى» وباقى أهل القرية صدهم عن أفعالهم لأنهم بحسب وصفه «ضيوف»، مكملاً: «البيت بيت أبونا واليهود كانوا بيطردونا، نضطر نقفل علينا البيوت وما نطلعش منها، ولو حد عنده مصلحة أو مناسبة ينهيها قبل الميعاد ده».
الحكم القضائى بمنع احتفالات أبوحصيرة أعاد البسمة إلى وجه «الششتاوى» وأهل قريته، لدرجة جعلتهم يفكرون فى مصير المقام المثير للجدل، بحسبه «نفسى يشيلوه، ويقام على مساحته الكبيرة مساكن للأهالى المشردة فى مناطق الترب والطرابيش وشبرا، المناطق العشوائية والترعة وعزبة العبيد وأرض نصرة».