«المتحدة» تشارك في جلسات لجنة الثقافة والهوية بالحوار الوطني
«الطاهري وفايق» خلال مشاركتهما في جلسات لجنة الثقافة بالمحور المجتمعي
ناقشت لجنة الثقافة والهوية الوطنية، اليوم، على مدار جلستين، مستقبل الثقافة فى مصر، وسبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية، برئاسة أحمد زايد، مقرر لجنة الثقافة بالحوار الوطنى، ضمن فعاليات الأسبوع الرابع للجلسات النقاشية، بحضور الدكتور ضياء رشوان، المنسق العام، ولفيف من القوى السياسية والأحزاب والمجتمع المدنى وأعضاء مجلس الأمناء، والفنانين.
ورحب أحمد زايد، مقرر لجنة الثقافة بالمحور المجتمعى، بالحضور المتنوع من صحفيين وإعلاميين وفنانين ورموز مصر فى الثقافة والأدب. وأوضح أن الجلسة من شأنها مناقشة كيفية دمج المجتمعات المحلية ذات الثقافات المشتركة، ومحاولة الاتساق مع الثقافات الأخرى المختلفة، وآليات مواجهة التحديات والمعوقات لسياسات تطوير المستقبل الثقافى، وتميز الرؤية المستقبلية للثقافة بين المؤسسات الحكومية والأهلية، وكيف تكون العلاقة بينها قائمة على التعاون والتكامل وليس الصراع والاستبعاد. مشدداً على أهمية تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية بنوعيها، من خلال السياسات الثقافية الفعالة، متمنياً أن يتم تقديم أفكار ومقترحات عملية قابلة للتنفيذ، من أجل مستقبل ثقافى أفضل فى مصر.
«رشوان»: الرئيس السيسي وضعنا في حرج شديد عندما قال: «ما لديكم قدموه وما يدخل في صلاحياتي سأوافق عليه فوراً دون قيد أو شرط»
وأكد ضياء رشوان، المنسق العام، أن الحوار على مدار جلساته الماضية شهد تفاعلات كثيرة، وأن أساس أى حوار أن يكون قائماً على التفاعل وليس التشابك. ودعا المشاركين إلى ضرورة الالتزام بضوابط ومحددات الحوار من أجل أن تكون الجلسة ذات هدف حقيقى. قائلاً إن الجلسة تناقش مستقبل الثقافة فى مصر «سبل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الثقافية المصرية»، مشيراً إلى أننا نسعى للخروج بمحتوى فى هذه الجلسة يسهم فى حل المشكلات التى نعانى منها. وأضاف «رشوان» أن هناك مكتبات عامة لا نعلم عددها، وما لدىّ من معلومات يشير إلى أن هناك مكتبات لم تجدد فيها الكتب منذ ١٨ عاماً، لافتاً إلى أن لدينا القانون رقم ١٨٠ لسنة ٢٠١٨ الخاص بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، هذا القانون لا يعطى ميزة واحدة لأى شىء ثقافى. وتابع: «الرئيس عبدالفتاح السيسى وضعنا فى حرج شديد عندما قال خلال كلمته ببرج العرب: ما لديكم قدموه، وما يدخل فى صلاحياتى سأوافق عليه فوراً دون شرط أو قيد»، وبالتالى علينا أن ننتهز هذه الفرصة ونقدم اقتراحات محددة تنفيذية أو تشريعية يمكن تقديمها.
وقال طلعت عبدالقوى، عضو مجلس الأمناء، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، إن هناك ٣٦ ألف جمعية ومؤسسة أهلية موجودة فى مصر، والمعنى منها بالثقافة عدد قليل جداً. وأضاف: «عندنا ٤٥٠٠ قرية لا تتمتع بالقطاع الثقافى، وعلينا أن نستفيد بالجمعيات والمؤسسات الأهلية لنشر الثقافة»، متسائلاً ما المعوقات التى تقف أمام تلك الجمعيات لكى نستطيع أن نصل بالثقافة إلى الأماكن النائية فى الريف؟ مع العلم أنه أصبح من السهل لعدد قليل من الأفراد أو للفرد الواحد أن يؤسس جمعية أو مؤسسة أهلية. وأشار إلى إصدار مجلس النواب قانون الجهاز المصرى للملكية الفكرية، الذى يساعد على نشر الثقافة، مضيفاً: لقد تأخرنا كثيراً فى إقرار هذا القانون.
من جانبه، قال النائب أحمد فتحى، مقرر لجنة الشباب: عندما تم اختيارنا كمقررين عن لجنة الشباب قمنا بجولات على جميع المحافظات وزرنا خلالها الجامعات والمدارس والتقينا باتحادات الطلاب، ووجدنا أن هناك ما يسمى باللجنة الثقافية، وكان هناك مطلب رئيسى بعد عملية الانتخابات التى تتم على مدار شهرين لتلك الاتحادات بضرورة ربطهم بمسئولى الحكومة.
وأضاف: عندما سألنا الاتحادات الطلابية ماذا تعرفون عن وزارة الشباب؟ قالوا لا نعلم شيئاً، وعندما سألنا أيضاً وزارة الشباب والرياضة ماذا تعرفون عن الاتحادات الطلابية؟ قالوا أيضاً لا نعلم عنهم شيئاً، الأمر الذى يكشف للجميع عدم وجود ترابط بين تلك الاتحادات ومسئولى الدولة، وبالتالى نوصى بضرورة الاهتمام بالكوادر الشبابية، ولفت «فتحى» إلى وجود حالة من غياب الوعى بين ما يحدث فى الحكومة وما يحدث فى اتحادات الطلبة.
وقال جمال الكشكى، عضو مجلس الأمناء، إن الثقافة هى العمود الفقرى الثابت على مدار آلاف السنين فى مصر، مؤكداً أن عصب بناء الدولة هو الثقافه والحفاظ عليها واجب وطنى. وأشار إلى وجود مجموعة من الكتب يجب أن تطبق كمنهج إجبارى فى الجامعات بغض النظر عن التخصص مثل «شخصية مصر» لجمال حمدان و«مستقبل الثقافة» لطه حسين، مشيراً إلى أن مثل هذه النماذج تحمى الطلاب من أى تصدعات أمام أمواج السوشيال ميديا وتشكل وعيهم.
«الطاهري»: مصر تمتلك موروثاً حضارياً عظيماً.. ولا مستقبل للثقافة إلا من خلال مبادرة لدمج وسائل التنشئة المجتمعية
من جانبه، قال الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة: «مما لا شك فيه أن الثقافة تعتبر فى مفهومها التنشئة المعرفية المتكاملة التى تخلق إنساناً لديه قدرة على الحفاظ على هويته من جهة والتفاعل مع عالمه من جهة أخرى»، وأضاف أن مصر تمتلك حضارة وموروثاً حضارياً، أما الدول الأخرى فتحاول الخصم الحضارى من الثقافات الأخرى التى لديها موروث حضارى، ولكن لا يوجد سلاح يلغى سلاحاً آخر.
وأشار إلى أن حروب اليوم عرفت القدرات الذكية، والثقافة تحتاج قدرات ذكية جديدة تتناسب مع العصر وتطوراته، وأشار إلى أنه لا مستقبل للثقافة إلا من خلال مبادرة تدمج كل وسائل التنشئة المجتمعية للإنسان حتى لا يكون لدينا عقل منغلق، لافتاً إلى أنه أصبح لدينا عقل جمعى فوار يحتاج لمعالجات جديدة تناسب تطورات العصر.
«فايق»: «المتحدة للخدمات الإعلامية» تعتزم عرض أفلام مصرية مترجمة في الصين ودول أفريقية لتأكيد المد الثقافي المصري
وقال الإعلامى أحمد فايق، رئيس قطاع البرامج بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن الشركة فى عام 2022 أنتجت 37 مسلسلاً تم توزيعها فى 13 دولة على مستوى العالم العربى، إضافة إلى 18 فيلماً تم توزيعها فى 45 دولة على مستوى العالم. وأضاف أن الشركة تعتزم تقديم عدد من الأفلام المترجمة المصرية تعرض بالصين وعدد من الدول الأفريقية، لتأكيد المد الثقافى المصرى، مشيراً إلى أن برامج الشركة المتحدة موجودة فى معظم القنوات العربية. وأشار إلى أن الشركة أبرمت بروتوكول تعاون مع وزارات الثقافة والشباب والرياضة والتعليم العالى، ففى قصور الثقافة تبدأ التذكرة بها من 10 جنيهات وحتى 100 جنيه وفقاً لمبادرة «حياة كريمة»، بالإضافة إلى أن الشركة تطمح إلى المزيد.
وتابع: المنتدى الاقتصادى العالمى أصدر تقريراً مخيفاً يفيد بأن هناك 23٪ تغيراً من الوظائف على مستوى العالم، وفى وسائل الإعلام والترفيه هناك 32٪ تغيراً فى الوظائف، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعى ستصبح لديه القدرة على كتابة سيناريو فيلم بالكامل. وأوضح أن أهم التحديات التى تواجهنا هى الاهتمام بقطاع التدريب للأجيال الجديدة، وتكاتف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الثقافية التى نواجهها، وتحسين مناخ المنافسة، مطالباً إدارة الحوار الوطنى بإصدار تسهيلات خاصة فى مجال التصوير ووضع قرارات ملزمة للجهات المانحة للتصاريح بإصداره فى أوقات وجيزة من أجل المنافسة.
وطالب بتحويل جميع مدارس مصر إلى قصور للثقافة كون المدارس هى المكان الوحيد الذى نستطيع فيه التواصل مع أبنائنا، وتدريب الطلاب على استخدام الهاتف المحمول والوسائل التكنولوجية الحديثة، مطالباً بأن تكون مشاريع التخرُّج فى المدارس مرتبطة بالثقافة المصرية والهوية الثقافية المصرية، واستغلال طاقات الطلاب بشكل أمثل وإيجابى من خلال عمل أفلام بالموبايلات تعرض على الإنترنت، ويكون هناك إلزام فى المدارس والجامعات بإنتاج محتوى ثقافى فى مشروعات التخرُّج.
وقال أيمن الشيوى، مدير المسرح القومى، إن مصر تملك ثروة قومية عظيمة لا نعرف قيمتها، تتمثل فى المبدع والفنان والمؤسسة والأصول العقارية والتاريخية، وأيضاً تمتلك أكاديمية الفنون وهى نموذج ليس موجوداً فى معظم دول العالم، هذه الأكاديمية تمتلك مدارس لتدريس الموسيقى والباليه، إلى جانب المعاهد العليا التى تدرس فنون السينما والمسرح. وطالب «الشيوى» بإنشاء 5 مدارس للمرحلة الإعدادية تنتشر فى ربوع مصر لتدريس فنون المسرح والموسيقى والسينما، وتؤهل لإنشاء معاهد عليا فيما بعد.
وأشار إلى أن التجربة أثبتت أن مرحلة ما بعد الإعدادية والثانوية مهمة جداً فى التكوين الثقافى، مطالباً الجامعات الأهلية بالتواصل مع أكاديمية الفنون لإنشاء 5 كليات متخصصة للفنون فى جميع الجامعات الأهلية، لسد الفجوة التى ستحدث مستقبلاً. وطالب بإنشاء مسرح قومى فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهذا المسرح يجب أن يكون هو الذى يمثل الدولة ويمتلك الحرية الكاملة لينتج ويبدع، وتكون هناك تشريعات لاعتباره هيئة إنتاجية لها طبيعة خاصة بحيث يمكنها التواصل مع القطاع الخاص والداعمين للإنتاج المسرحى.
وأشار إلى ضرورة التعاون مع نقابة المهن التمثيلية والسينمائية، والكتاب والفنانين والمثقفين والمبدعين لمزيد من التطوير، منوهاً بضرورة تدريس الفنون فى الجامعات المصرية، وهذا يحتاج لتشريعات. وتابع: «ما زلنا نعمل فى جزر منعزلة، يجب التنسيق بين وزارات التعليم والشباب والرياضة والأوقاف إذا أردنا تطوير الثقافة المصرية.