تأمين قسم السيدة زينب: قدامه متاريس.. وجنبه "سوق وقنابل"
تطوير لم يفطن له الجميع، خاصة أنه بدا غير كامل، فقسم شرطة السيدة زينب الذى أغلق محيطه منذ تفجير مديرية أمن القاهرة، ومنع مرور السيارات من أمامه أو ركنها، ووضع كاميرات تكشف له كل خطوة تتم فى محيطه وقرب المسجد، فعل كل هذا بغرض التأمين، لكنه ترك إلى جواره سوق ملابس، تمتد فى الشارع الملاصق للقسم، فى المسافة بينه وبين مسجد السيدة زينب، ويرتادها عشرات المواطنين فضلاً عن الباعة، لتتحول إلى موطن للخطر، دفع رواد السوق وبائعيه إلى رفع حالة التأهب القصوى، خوفاً من استهداف القسم عن طريق تفخيخ السوق.
لم يدب فى قلبه الرعب من جيرته لقسم السيدة زينب، اعتاد دخوله مقبوضاً عليه ضمن عشرات غيره من الباعة الجائلين، وظل على هذا الحال إلى أن تم السماح له بالبيع فى السوق، شرط عدم تجاوزه المساحة المحددة له، لكنه عرف الرعب الحقيقى منذ حرق القسم، وإعادته إلى هيئته من جديد: «من ساعتها والمنطقة هادية، والقسم مش بيئذينا، لكن وجوده جنبنا هو أكبر أذية»، يشارك سيد سكر البائع البسيط وعشرات غيره من الباعة بل والمواطنين فى تأمين القسم، من الهاجس الذى يسيطر عليهم «خوفنا الحقيقى من زبون يسيب شنطة ولا قنبلة، وكل شوية ندخل القسم نقولهم على شنطة مشكوك فيها وييجوا بالكلاب يفحصوا وساعات كتير ربنا بيسترها معانا».
مولد السيدة زينب زاد من الزحام حول المسجد، ومن زحام السوق التى تحتل المساحة الفاصلة بين القسم والمسجد، «ترابيزة خشبية» يستخدمها الشاب الثلاثينى عارضاً بضائعه وعيونه شاردة يميناً ويساراً فى المارة من حوله تأهباً لأى خطر: «أى شنطة تتساب لأى بياع ممنوع، وبرضه العربيات اللى تركن، لازم نفتّح عنينا عشان الخطر يبعد عن القسم وعننا».. التأمين الذى لا يرى فيه الباعة وأهالى المنطقة تأميناً للقسم، هو نتاج تعاون المواطن مع الشرطة، بحسب العميد أيمن حلمى، مدير إدارة الإعلام بوزارة الداخلية، يؤكد أن «تعاون المواطنين ليس أساسياً فى عمل الشرطة والمواطن الذى يساعد فى التأمين هو فقط يحقق أمنه»، يضيف: «تأمين القسم بأكمله له خطة موضوعة بالجهات المختصة ومديرية أمن القاهرة والأمن العام والوطنى، والخدمات النظامية والفحصية»، وبحسب تأكيده «ما يبدو للمواطن على أنه ليس تأميناً، فإنه بالنسبة للداخلية قد يكون أصعب وأحدث خطط التأمين».