حد يبيع "فيشار" وقت السحور يا عم "فايز"؟ عاوز أفرّح عيالى
بينما كان الناس يلتفون حول عربات الفول، ويتراصون على المقاهى فى شارع فيصل استعداداً لتناول طعام السحور، إذا بعم «فايز» يدفع عربة «الفيشار» من أمامهم، وينظر ملياً إلى كل الموجودين على أمل أن يطلب أحدهم منه علبة «فيشار»، الأمر الذى يصعب تحقيقه، فمن سيطلب «فيشاراً» من عم «فايز» وقت السحور؟ «أعمل إيه؟ بألفّ شوية يمكن ربنا يرزقنى بحاجة، عايز أرجع لولادى المنيا على العيد وأفرّحهم»، قالها فايز محمد صالح، الذى يتكبد مشقة كبيرة فى جولات البحث عن الرزق بسبب العجز الذى لحق بقدمه اليسرى، والذى يجعله يتكئ على عربته طوال فترة عمله. 10 جنيهات فقط أحياناً يجنيها «فايز» خلال اليوم، ورغم ذلك يرضى بقسمته، ويحاول تلبية مطالب أطفاله الذين لا يتجاوزن المرحلة الابتدائية، ومساعدة زوجته المريضة: «مالقتش غير الشغلانة دى.. من زمان وأنا بببيع فيشار، ومن صغرى وأنا عندى عجز فى رجلى اليمين، مش حاسس بيها، وبعانى كمان من حساسية الصدر». يعيش أطفال الرجل الخمسينى وزوجته فى غرفة صغيرة بالمنيا: «كل اللى بتمناه أى حاجة ثابتة أصرف منها على عيالى، لأن أنا لو حصل لى حاجة فى يوم مش هيلاقوا ياكلوا، نفسى كمان فى أوضة أكبر من اللى هما قاعدين فيها»، يقولها «فايز»، ثم يجر عربته فاقداً الأمل فى بيع «الفيشار» وقت السحور، ويرحل مكتفياً بما رزقه الخالق طوال اليوم، آملاً فى مستقبل أفضل لأطفاله.