"أبوسويلم" من على "الصدفة السعيدة": اتفضلوا معانا
مرتدياً فانلة قطنية داخلية، يسير نادل المطعم والمقهى مسرعاً بأطباق من الأرز وقطع الدجاج واللحم المقلية، لوضعها فوق طاولات العمال زوار المطعم الذى صادف افتتاحه فى ذلك المكان نفس توقيت الإعلان عن بدء العمل فى مشروع القناة الجديدة، وساعده قربه من موقع الحفر على جذب مئات العمال يومياً، لتناول وجبات الغداء الدسمة أو احتساء المشروبات وتدخين الشيشة. عودة أبوسويلم، أحد ملاك المقهى المحظوظين، يقول: «القهوة هنا بدأت من سنة، قبل مشروع القناة بشهر واحدة، وصادف أول ما القهوة بدأت أن الرئيس السيسى أعلن عن المشروع» يبتسم «عودة» وهو يضيف «يمكن لو كنا قاصدينها ماكانتش هتبقى بالصدفة دى، وأهو رزق ربنا طبعاً».
ساعد مشروع القناة، على إنعاش القرى المحيطة بمواقع الحفر، لكنه جاوز كل توقعات «عودة» وأقاربه المشاركين فى مشروع المقهى، الذى فتحه قريباً من قريته «أبوعروق»، التى يشكل أبناء قبيلة العيايدة العربية أغلب سكانها، ويقول «أبوسويلم» إن مشروع القناة ساعد على زيادة عدد رواد المطعم والمقهى، «وساعد على نقل المنطقة بالكامل اقتصادياً، وحرّك الدنيا بالكامل هنا، يعنى المنطقة أصحبت حيوية بسبب المشروع». ينهى العمال داخل المطعم ما طلبوه من وجبات بسرعة، وجبات قوامها أطباق الشوربة والطبيخ وكومة الأرز ولحم الماعز المحمر، ومثلما يفرد النادل الأطباق فوق الطاولات بشكل سريع، فإنه يعود إلى المطبخ بسرعة أكبر لجلب المزيد من الأطباق، ورفع ما انتهى منه العمال، لتجد أكواب الشاى وفناجين القهوة وزجاجات المياه الغازية طريقها إلى الطاولات.
بدأ المشروع الذى حقق أرباحاً لم يتوقعها ملّاكه كمقهى واستراحة على الطريق الذى يربط بعض قرى الإسماعيلية، وكان أغلب رواده فى البداية من سكان قرية «أبوعروق»، لكن لم يعد يشكل رواد المقهى الأصليون سوى نسبة ضئيلة من إجمالى المترددين على المقهى اليوم، حتى مع انتهاء أعمال الحفر فى الأيام الأخيرة قبل افتتاح القناة الجديدة، حيث عوّض مشروع إنشاء المرحلة الأولى من مدينة الإسماعيلية الجديدة، الذى بدأ مطلع العام الحالى، نقص أعداد عمال مشروع القناة. وحسب ما يقوله صاحب المقهى والمطعم، فإن العديد من المشروعات أعيدت إليها الحياة من جديد مثلما حدث مع قرية الأمل التى «استفادت من مشروع القناة، وبدأت تستقبل سكانها بعد ما فضلت مهجورة لمدة 20 سنة تقريباً، والحكومة عملت صوب زراعية فى القرية علشان تسلمها لشباب الخريجين».
ويقول «أبوسويلم»: «تسببت القناة الجديدة فى مضاعفة عناء الانتقال من شرق إلى غرب القناتين الجديدة والقديمة، «الانتقالات عن طريق المعدية نمرة 6 فقط، وده بيخلى طابور السيارات قدام المعدية بطول 2 كيلومتر فى بعض الأحيان، علشان كدة محتاجين نفق يكون مفتوح باستمرار».