الإمام.. ألقى 60 خطبة منها 20 داخل المساجد غلب عليها أسلوب بنى أمية فى تهديد المعارضة
بجلبابه الأبيض، فرغ من صلاته، ثم تلقف الميكروفون من يد الإمام، نهض واقفاً واستدار فاستقبل ضيوف الرحمن، بسمل وحوقل وحمد الله، ثم شرع الإمام فى الوعظ فاحتبست أنفاس الحضور، وأنصتوا لرئيس الجمهورية الواعظ، لسان مبحر فى العلم الشرعى، له حرس يحمونه بأجسادهم لو لزم الأمر، إذا ما أغضبت كلماته المصلين، اعتدل الرئيس الشيخ محمد مرسى فى وقفته، لعق زاوية فمه بلسانه، وغاص فى بحر الارتجال كبحار ماهر، وراح يخطب حتى ازداد لسانه ثقلاً على ثقل، وسط تكبيرات تعالت ببيت الله، فأضفت على الكلمات شيئاً من القداسة.
قديماً، اعتلى كثير من الأمراء والخلفاء المنبر، فسنّوا بذلك سنة استخدامه فى الهجوم على المعارضة بتعالٍ، لا يغفل التاريخ الحجاج بن يوسف الثقفى، أمير العراق، الذى توعد معارضيه بالقتل من فوق منبر المسجد، وزياد بن أبيه، أمير البصرة، الذى خطب فى المعارضين خطبته «البتراء» محذراً إياهم من الخروج على حكم بنى أمية، الذين يحكمونهم وسائر الناس، بما آتاهم الله من سلطان عليهم.
لم تكن كل خطب مرسى، طيلة الشهور الستة الأولى منذ توليه مهام منصبه، مطبوعة بالطابع السياسى، لم تحمل على الدوام رسائل سياسية إلا فى تلك الكلمات الأخيرة التى ألقاها فى مسجدى «الحمد» و«فاطمة الشربتلى» الموجودين فى محيط سكنه بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.
الأخبار المتعلقة:
الشيخ ذو الأقنعة الثلاثة
د. محمد المهدى يحلل: مرسى.. داعية بدرجة «رئيس جمهورية»
فى السينما.. إذا طلبت منه أداء «مصالح الناس» مع «الصلاة».. فأنت «عدو الله»