تنظيم القاعدة «واحد» وزارة الأوقاف «صفر»
حسين السيد أبوحسين
من رحم «القاعدة» خرجت «داعش»، اختلف مؤسسوها مع تنظيمهم الأم فانشقوا عنه وأنشأوا خلافة جديدة وبايعوا أبا بكر البغدادى أميراً، وعلى وقع ما حققته داعش فى العراق وسوريا وسيطرتهم على مساحة واسعة من الأراضى والأموال مالت الكفة بشدة نحوهم وفر رجال القاعدة إلى داعش حيث حلم خلافتهم المزعوم، وعلى علو أصوات الرصاص بين الفريقين كان صوت المعركة الفكرية بينهما أعلى، رمت داعش القاعدة بالردة، ورمت القاعدة داعش بالتطرف والغلو وروجت لنفسها على أنها الإسلام الوسطى فى مقابل المتطرفين الداعشيين، وعلى غرابة هذا النزاع على تمثيل الإسلام بين إرهابيين، فإن القاعدة اعتمدت أسلوباً منظماً لمحاولة وقف تسرب عناصرها للخلافة -المزعومة- الجديدة، كتب عبدالحميد المكى، عضو التنظيم المعتقل فى السعودية، رسالة بعنوان «وإذا قلتم فاعدلوا»، ونشر التنظيم بين أعضائه كتباً أخرى لتفنيد داعش والانتصار لنفسه من أمثال «اللطافة فى توضيح معنى الخلافة» وغيرها، ونجحت تلك الحملات فى الإبقاء على بعض العناصر على ولائها للقاعدة، خطة منهجية إلى حد كبير رغم كونها تابعة لتنظيم إرهابى.
ما هى إذاً خطة وزارة الأوقاف المصرية لمواجهة الفريقين؟
«سنوحد خطبة الجمعة».. هذه هى الخطة، صفوة الجهود لتجديد الخطاب الدينى، رجل واحد يكتب خطبة واحدة نوزعها على الجميع، تجميد كامل لأى إبداع، ووقف لأى دماء جديدة قد تنقذ الخطاب الدينى المريض، تحويل الأشخاص لآلات تُردد، لا حاجة لموهبة أو علم، المهم ألا تكون أمياً تستطيع قراءة خطبة الوزارة فلا يميزك أحدٌ بعدها عن كبار خطبائها.
تعلم الوزارة أن من خطبائها من إذا صعد منبراً رفع المضاف وجر الفاعل، فإن خطب فى شابين فيحتمل أن يخرج الأول إرهابياً وأن يخرج الثانى ملحداً من فرط الجهل وانتقاء الضعيف والمكذوب وخلط الصحيح بالخرافة، وبدلاً من أن يكون لدى الوزارة خطة لإعادة تأهيل خطبائها وإعادة تقييم صلاحيتهم، وتسريح الطالح والدفع بشباب مبدع، اختارت أن تُصمت الجميع، موهوبهم وغبيهم.
أيضاً هذه هى المرة الأولى التى تعارض فيها وزارة مصرية -علانية- الأزهر الشريف وتتحداه فى أمر دينى.
استقيموا يرحمكم الله.