عامل بشركة مساهمة البحيرة يحاول الانتحار حرقاً.. ويصرخ: «سيبونى أموت.. مش قادر أرفع عينى فى البيت»
انزوى خالد الطوبجى، أحد عمال شركة مساهمة البحيرة، فى ركن بمفرده بعيدا عن زملائه الذين واصلوا إضرابهم الذى بدأوه منذ أكثر من أسبوعين أمام مقر الشركة فى الإسكندرية للمطالبة برواتبهم المتأخرة منذ 5 أشهر، وأمسك بجركن به سولار محاولا الانتحار حرقا، أسرع إليه زملاؤه محاولين إنقاذه، لكنه صرخ قائلا: «اتركونى، أريد أن أرتاح من الحياة، طلقت زوجاتى علشان مفيش فلوس، ومش قادر أصرف على عيالى، مش عارف أعيش منين».
«الطوبجى» قال لـ«الوطن»: «أعمل لحام معادن فى الصحراء، وكنت متزوجا من 4 سيدات، ولدىّ 4 أبناء، ومنذ امتنعت الشركة عن دفع رواتبنا وعجزت عن تغطية نفقات بيتى، والمشاكل لا تنتهى بينى وبين زوجاتى حتى إننى اضطررت لتطليق 3 منهن منذ شهرين بسبب سوء الحالة المادية، وعدم قدرتى على تلبية حاجة البيت، ولم يتبقَّ لى سوى زوجة واحدة هى أم طفلتى الصغيرة، وبدأت هى الأخرى تشعر بالضيق من عدم وجود (فلوس) فى البيت، وإذا استمر الوضع هكذا سأضطر إلى تطليقها هى الأخرى».
وأضاف: «لا أستطيع أن أرفع عينى فى بيتى، وأنا عاجز عن تلبية احتياجات أسرتى، ولا أستطيع أن أتحمل مشهد إحدى زوجاتى وهى تخرج لبيت أهلها تتسول لنا ما نعيش به، فطلقت 3 وتركت الأخيرة خوفا على الطفلة الصغيرة، ولكنى لم أتمكن من التغلب على الشعور بالعجز أمام طفلتى وأمها ففكرت أن أنتحر وأتخلص من حياتى حتى إذا ذهبت لبيت أهلها وتربت بنتى من جيب أهل زوجتى يبقى عندى عذر أنى ميت».
وقال: «قررت أنتحر أمام الشركة يمكن المسئولين يحسوا بالذنب تجاهى، ويعطفوا على زمايلى بدل ما حد فيهم يحصلنى، وجبت جركن جاز معايا، وحاولت أروح فى مكان جنب الشركة، وما حدش من زمايلى يحس بى، لكن هم خدوا بالهم، ومنعونى، وأنا مش عارف أعمل إيه، خلاص الكيل فاض بى، والحياة بقت بالنسبة لى عذاب، بعد ما خدمت الشركة 34 سنة تبقى دى نهايتى؟».
من جانبه، حذر إسلام عبدالرازق، مدير الشئون المالية والإدارية فى الشركة، من إقدام العمال على الانتحار الجماعى أمام الشركة بعد أن فشلت جميع محاولات الضغط على الحكومة فى أن تجعلهم ينظرون لمشكلة مساهمة البحيرة بعين الجد.
وقال: «النهادره لحقنا خالد، لكن بكرة يمكن ما نلحقش حد تانى، ونحذر من استفزاز العمال من قِبل وزارة الداخلية التى تحاصرهم بالمدرعات، والعربات المصفحة ومئات الجنود المسلحين، بالرغم من أن وقفتهم سلمية ومطالبهم مشروعة».
يُذكر أن عمال شركة مساهمة البحيرة فى الإسكندرية دخلوا فى اعتصام مفتوح أمام مقر الشركة منذ أكثر من أسبوعين احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم منذ 5 أشهر.