بروفايل: «علام».. إمام التطوير والتجديد
صورة تعبيرية
عقب اختيار الدكتور شوقى علام، مفتياً للديار المصرية، فى 11 فبراير 2013، شعر أهل السياسة والثقافة بشىء من القلق لعدم توافر معلومات عن الرجل، فى وقت كان فيه تنظيم الإخوان فى السلطة ويسعى للسيطرة على جميع المناصب فى الدولة وأخونتها، كما سادت مخاوف بين أهل العلوم الشرعية، حول توجّه المفتى الجديد الفقهى خصوصاً أنه يعتنق المذهب «المالكى» المتشدّد، فى بلد يعتنق المذهب الحنفى قانوناً، ويتبع المذهب الشافعى من حيث التدين والعبادة.
لكن المفتى التاسع عشر فى تاريخ دار الإفتاء المصرية التى يعود تاريخها إلى عام 1895 ميلادياً، تجاهل الرد على هذه المخاوف وقتها، وسرعان ما أتبع صمته بعاصفة غير مسبوقة من العمل الجاد، حيث طور دور الدار الدينى ورسالتها التى كانت تقتصر فى السابق على استطلاع هلال شهر رمضان، إلى إعداد الأبحاث العلمية المتخصّصة والردّ على الشبهات الواردة حول الإسلام.
سجل «علام» الكثير من النجاحات لدار الإفتاء المصرية، وحولها إلى حصن حصين للدين والناس، وكانت الدار فى عهده خير سند للشعب المصرى فى قضاياه القومية والتنويرية، وعلى رأسها إزاحة حكم الإخوان. ووقفت «الإفتاء» حجر عثرة، قبل وعقب الإطاحة بـ«مرسى»، أمام محاولاتهم استخدام الدين، كوقود لحربهم المشتعلة ضد الدولة والمجتمع، وكانت ولا تزال حائط صد كبيراً ضد «داعش» و«القاعدة» وأفكارهما، وأكبر مواجه فكرى لها بالعالم، وهو ما كان محل إشادة من الأمم المتحدة والكثير من دول العالم، الأمر الذى وصل إلى حد اعتماد الاتحاد الأوروبى لدار الإفتاء المصرية كمرجع للفتوى الإسلامية نظراً إلى وسطيتها وسماحتها، لا سيما بعد أن أنشأ «علام» مرصداً متخصصاً رائداً لمواجهة الأفكار التكفيرية والتفجيرية.