أشرف الهلالى يكتب: القوى الناعمة للأقصر
أشرف الهلالى
أعجبنى اهتمام محافظ الأقصر محمد بدر واستضافته لسائحة إنجليزية مقيمة فى الأقصر منذ عام 2003، صرحت فى وسائل الإعلام بأنها تعشق الأقصر، كما أوصت بأن تدفن فى أرضها التى دفن فيها ملوك وملكات الفراعنة.
اهتمام المحافظ بهذه الأمور ربما البعض فى الأقصر يراه عادياً أو عابراً، أو أن هناك قضايا ومشكلات كان لا بد الاهتمام بها أكثر من ذلك، هؤلاء لا يعلمون كم الرسائل الإيجابية التى تبعث لأوروبا وأمريكا من خلال هذه الأشياء التى تمثل «القوى الناعمة» اللتين تواجه بها مصر كل من يدعى أنها تلفظ زائريها.
وقصة السائحة الإنجليزية واحدة من عشرات القصص لسائحين عشقوا الأقصر بل هاموا عشقاً بجمالها وقرروا مغادرة بلادهم والعيش والموت فيها، مثل الشقيقتين بربارا وتريزا اللتين يطلق عليهما أبناء المحافظة العاشقتين، فهما لا تتركان مناسبة، منذ عام 2006 عندما قررتا أن تتركا بريطانيا للعيش فى الأقصر، إلا وشاركتا فيها ولا تكتفيان بالمشاركة فقط بل ترتديان فستانين مصممة بألوان علم مصر ومكتوباً عليها أحب الأقصر، وهى رسائل إيجابية أيضاً، وهناك من لا يعلم أن الأقصر بها أكثر من ألفى أجنبى مقيم، أغلبهم يعيشون فى البر الغربى لمدينة الأقصر وأغلبهم أيضاً من دول أوروبا الكبيرة، بريطانيا، هولندا، فرنسا، هؤلاء تركوا بلادهم للعيش فى الأقصر حيث جمال الطبيعة والتاريخ العظيم للملوك.
جاء طفل يدعى معاد عجمان من الجزائر برفقة والدته ووالده، والطفل مصاب بورم فى المخ وأسرته فقيرة جداً وخاطبت مستشفيات فى إسبانيا وفرنسا ودول أخرى لتقديم العلاج له واستضافته بعض المستشفيات وحددت مبالغة باهظة وبعض المستشفيات لم ترد، وعن طريق أحد المصريين الذين لهم علاقة بالأسرة الجزائرية أخبرهم بوجود مستشفى فى الأقصر على مستوى عال، فخاطبوا المستشفى الذى قرر استقبال الطفل معاد بل وحجز غرف إقامة لوالديه على نفقة المستشفى والتكفل بكافة مصروفات العلاج والإعاشة، وهو ما لم تصدقه أسرة معاد إلا بعد أن وطأت أقدامهم أرض الأقصر وشاهدوا استقبال الجميع لهم، استمرت رحلة معاد مع العلاج الكيميائى 3 أشهر وحدث تقدم كبير فى صحته وسافر مع أسرته للجزائر للمكوث هناك 3 أشهر قبل العودة لمصر من جديد، أسرة معاد وأهل تلمسان مسقط رأسه كتبوا تغريدات وبوسترات على مواقع التواصل الاجتماعى عما فعلته مصر الشقيقة الكبرى وأبناؤها مع ابنهم وكيف تعامل أبناء الأقصر معهم ونشروا صوراً لمعاد يلعب فى رحاب معبد الكرنك، تلك هى القوى الناعمة التى يجب أن تستغل وتوظف لصالح مصر التى وبرغم الكم الكبير من المشكلات ما زالت تعطى زوارها ومحبيها الكثير.