التاريخ لا يرحم.. "المعزول" و"المخلوع" قفص واحد واتهام واحد
جدران صماء لا تنطق إلا في حضرة أهالي الشهداء، أصوات صراخهم ودعوات القهر، تملأ أركان المكان، قفص واحد يحاول تبرئة نفسه من أفعال مَن دخلوه وما اقترفوه بحق هذا الشعب، ومنصة لا تدري الحكم الذي ستتفوه به أركانها، "مبنى" شهد على ما لا رآه الشعب أثناء محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك على مدار ثلاث سنوات، وما سيراه في محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، غدا.
"أكاديمية الشرطة" بالقاهرة الجديدة، اعتادت منذ أكثر من عام على احتضان دموع وآهات أمهات الشهداء والأرامل، وصرخات أصحابهم؛ للمطالبة بالقصاص من الرئيس "المخلوع" حسني مبارك عقب تقديمه للمحاكمة بعد ثورة 25 يناير 2011، وسادته حالة من الهدوء المؤقت قبل إعلان نقل محاكمة الرئيس "المعزول" محمد مرسي، غدا، إلى المكان نفسه، بعد خروج الشعب ضده في ثورة 30 يونيو 2013.
وما بين "مخلوع" و"معزول" تشتعل مظاهرات بمحيط أكاديمية الشرطة؛ للمطالبة بالإفراج عن مَن كان يحكم مصر لفترة طالت أو قصرت، اختلفا في الأيدلوجية وطريقة الحكم واتفقا على رفض الشعب لهما، والثورة عليهما والمطالبة بمحاكمة عاجلة عادلة بأقصى سرعة.
بدأت أولى جلسات محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك بأكاديمة الشرطة في 3 أغسطس 2011، ولم تنته الجلسات، وكان من المقرر بدء جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في معهد أمناء الشرطة، غدا، إلا أنه تقرر نقلها إلى أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.