6 أكتوبر.. «سناتر» سورية للتغلب على «صعوبات اللهجة»
سنتر تعليمى للسوريين لتفادى زحام مراكز الدروس المصرية
على بُعد 38 كم من القاهرة تقع مدينة 6 أكتوبر، التى باتت من أكبر المدن التى تجذب السوريين فى مصر، حيث قررت أسر اللاجئين الاعتماد على نفسها وتخفيف العبء عن المصريين، بالتوسع فى فتح المقاهى والمطاعم، وصولاً إلى «السنتر التعليمى» أو كما يطلقون عليه «المدرسة».
بالقرب من ميدان الحصرى، وعلى بعد خطوات منه، يقع ميدان «رنا مول» أحد المناطق المكتظة بالمدارس السورية «السنتر التعليمى»، مثل «وطن، الأمل المشرق، مستقبلنا، أم الخير، المحور السورية الثانوية، منارة أكتوبر.. وأخيراً مدرسة بناة الحضارة».
«أولادنا لما دخلوا المدارس المصرية الحكومية لم يستطيعوا الاستيعاب، نظراً لتكدس الفصول الدراسية، ولذلك فتحنا المدارس لمساعدتهم»، حسب سامر طعمة، مدير مدرسة المحور السورية الثانوية، مؤكداً أن المدرسة فى البداية كانت مخصصة لأبناء الجالية السورية فقط، إلا أنهم قرروا فى عام 2013 استقبال جاليات أخرى مثل اليمنية والليبية فى 2013.
مدرسة المحور لا تستقبل مرحلة دراسية بعينها، بل تستقبل الطلاب بداية من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، فهى تتعامل على أنها مدرسة تقدم جميع المواد، حتى إنها تبدأ فى الصباح بالطابور المدرسى ويتخلل الحصص وقت للراحة يستطيع الطلبة فيه تناول الطعام واللعب فى مساحة مخصصة لذلك: «الحاجة الوحيدة اللى مش بنعملها النشيد الوطنى ونحن نعتز بمصر وسوريا ولكن ذلك احتراماً للكتلة السكنية فى محيط المدرسة».
«سامر»: نستقبل الطلاب من رياض الأطفال وحتى الثانوى و«بسام»: خفضنا الرسوم لتخفيف العبء عن الأسر «المغتربة»
وأضاف، لـ«الوطن»: «حال المدارس السورية مثل المصرية، لكننا حريصون على أن تكون المصروفات رمزية للغاية، كما أن الدروس الخصوصية المصرية لا يقدر اللاجئ السورى على مصاريفها، بالإضافة إلى أنها تستوعب أعداداً كبيرة من الطلاب قرابة 60 طالباً عكس السورية، حيث إن الفصل الواحد لا يتعدى أعداد الطلبة 20 طالباً فقط، وهو ما يتناسب مع حجم أعداد أبناء الجالية الموجودة بالمدينة».
حرص المدرسة على نظام التعليم فى المدارس الحكومية المصرية دفعهم لتنظيم مواعيد الطلاب، حيث يبدأ طلاب الابتدائى والإعدادى فى الصباح والثانوى بعد الظهر: «نحن بمثابة مدرسة مجتمعية وكل طاقم التدريس سورى و3200 سنوياً للطالب».
أما مدرسة غراس السورية الخاصة بمدينة 6 أكتوبر، والتى تبعد أمتاراً عن مدرسة المحور، فقد فتحت أبوابها لمساعدة الطلاب السوريين النازحين إلى مصر، فعقب 2013 أدرك بسام عفارة، مسئول بالمدرسة، أن الوضع فى سوريا لن يستقر ولا مفر من تدشين مدرسة تساعد أبناءهم على تحصيل المواد الدراسية، حيث إنهم لم يستوعبوا اللهجة المصرية بسهولة.
وأكد الرجل الأربعينى، لـ«الوطن»، أن المدرسة لا تريد أن تضيف أعباء على كاهل ذوى الطلاب، حيث إنهم جاءوا من بلادهم لا حول لهم ولا قوة، ولذلك سمحت لأولياء الأمور بتقسيط المصاريف التى تبدأ من 3700 جنيه وحتى 5000 سنوياً: «خفضنا الرسوم وكان هدفنا نخفف العبء على أولياء الأمور فهناك إيجار وأكل وعلاج بخلاف التعليم».
«المدرسة التى تأسست عام 2015، حرصت إدارتها على ضم كوادر إدارية وتعليمية وتدريسية على قدر عالٍ من الخبرة، فالغالبية العظمى لديها شهادات تؤهلهم لذلك وبعضهم كان يعمل فى مهنة التدريس قبل قيام الثورة فى بلاده، كما حرصت فى عامها الأول على ضم مرحلتى رياض الأطفال والابتدائى ثم توسعت فيما بعد وضمت الإعدادية من الجنسين والثانوية بنات فقط»، حسب «بسام».