الموت فى الهواء الطلق إحنا بتوع «التسطيح»
تسطيح القطارات
تحرك القطار أخيراً، بعد ساعة كاملة ونصف الساعة من التأخير، ليدخل محطة منوف بـ«جرار» كامل العدد، فعشرات الركاب اختاروا التسطيح على الجرار وبين العربات، هرباً من «الكمسارى»، فى محاولة لتوفير ثمن تذكرة، حتى لو دفعوا حياتهم مقابل هذه الجنيهات القليلة، وهو مشهد أصبح متكرراً فى العديد من المحافظات. منذ أيام قليلة، فقد طفل حياته قبل دخول القطار محطة شبرا الخيمة فى القليوبية، عندما اصطدم بكوبرى مشاة علوى، أثناء وقوفه على سطح أحد القطارات، ومر الحادث سريعاً، مثلما ستمر حوادث أخرى مقبلة، طالما ظلت ظاهرة «التسطيح» موجودة، بعد أن اختفت لسنوات طويلة من القطارات، وحلت بدلاً منها ظاهرة «ركوب السبنسة».
فى قطارات الصعيد، كان «التسطيح» من أكبر مشكلات هيئة السكك الحديدية فى فترتى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى، حتى اختفت مع بداية الألفية بسبب التشديدات الأمنية و«التغيرات الاقتصادية»، لكن يبدو أن الظاهرة فى طريقها للتفاقم مجدداً، خاصة فى قطارات الدلتا ذات المسافات القصيرة، لحين حدوث المزيد من الحوادث.