دراسة: «المتدينون» يتجهون إلى التصويت فى الانتخابات بدعم من «السلفية»
اعتبر «المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية» بالقاهرة أن قرار جماعة «الدعوة السلفية» بالمشاركة فى التصويت بالانتخابات الرئاسية المقبلة، «يتوافق مع السياسة التى تتبناها الجماعة منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، التى تقوم على تمايزها عن الحركات الإسلامية الموجودة على الساحة وحث المتدينين على التصويت».
وذكرت دراسة صادرة عن المركز، أمس، أن «هذا الموقف أدى إلى تصدّر (الدعوة السلفية) قائمة التيارات الإسلامية بعد خروج (الإخوان) وحلفائها من المشهد السياسى، ولكن ذلك لا ينفى أن هذه السياسة التى انتهجتها الجماعة فرضت عليها ما يشبه العزلة فى أوساط التيارات الأخرى، بشكل يمكن أن ينتج تداعيات كثيرة على خريطة التيارات السلفية التى بدأت تشهد تغيرات ليست بالهينة، جراء تصاعد حدة الخلافات فيما بينها منذ اتجاهها إلى المشاركة فى العملية السياسية». وقالت الدراسة: «إن حرص (الدعوة) على تفعيل مشاركتها فى الحياة السياسية يكشف عن شراسة الصراع الذى تخوضه الجماعة حالياً على أكثر من جهة، وفضلاً عن الصراع القديم مع الإخوان دخلت الجماعة فى صراعات أخرى مع بعض التيارات السلفية المؤيدة للإخوان، كما أنها تتعرض -من جهة أخرى- لهجوم حاد من قِبل بعض الفصائل السلفية التى لا تعترف بالعملية السياسية وتعتبر المشاركة فيها بأى صورة من الصور حرام شرعاً، وترى أنها السبب الرئيسى فى الانشقاقات داخل التيارات السلفية». ورصدت الدراسة «اتجاه قطاع عريض من أصوات الكتلة المتدينة إلى المشاركة فى التصويت فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصاً أن هذه الكتلة تميل بشكل واضح إلى آراء مشايخ التيار السلفى دون النظر إلى التنوعات المعقدة فى أوساط هذا التيار، فضلاً عن أن المكانة العلمية والدعوية البارزة التى يحظى بها هؤلاء المشايخ فى أوساط الحركة الإسلامية بصفة عامة، ربما تسهم فى جذب عدد كبير من الإسلاميين والمتعاطفين معهم للتصويت فى تلك الانتخابات». وثانى هذه التداعيات، حسب الدراسة، هو «تصعيد حدة الخلافات بشكل غير مسبوق بين الإخوان والدعوة السلفية، وغلق الباب أمام أى جهود للالتقاء بين الطرفين فى المستقبل القريب، خصوصاً بعد التصريحات التى أدلى بها ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، التى قال فيها: (إنه لن تكون هناك مصالحة مع الإخوان إلا بعد إجراء مراجعات من جانب الجماعة للتراجع عن مواقفها)، بما يعنى أن مرحلة جديدة من العداء غير التقليدى ستفرض نفسها على العلاقات بين الجماعة والدعوة السلفية، خصوصاً أن الأولى بدأت تتبنى هذا الاتجاه من خلال تعدى أنصارها على بعض المساجد التابعة للثانية وكتابة عبارات مسيئة داخل هذه المساجد مثل (مساجد الضرار) أو (مساجد المنافقين)، فضلاً عن مهاجمة بعض رموز (الدعوة) علناً». أما ثالث التداعيات فهو «تزايد مساحة الانشقاقات داخل التيار السلفى، خصوصاً أن القرار الأخير بالمشاركة فى انتخابات الرئاسة سيوجد حالة من العداء الشديد مع التيارات السلفية الأخرى التى تحالفت مع الإخوان».