"أجنحة الغضب".. أول فيلم عربي مصري وثائقي حربي بتقنية الـ "3D"
أجنحة الغضب
"أجنحة الغضب".. يُعد أول فيلم مصري وعربي وثائقي حربي، يستخدم تقنيه الجرافيك والثري دي، في إعادة إحياء معارك بطولية مصرية وعربية، لم يتم ذكرها في الإعلام من قبل، عبر تأريخ شهادات أبطال من القوات الجوية، مازالوا على قيد الحياة، كما يعد سلاح الجو المصري، أحد الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة، التي أسهمت بشكل كبير في حسم المعركة العسكرية التي دارت رحاها بين مصر وإسرائيل في عام 1973.
بعد مرور ما يقرب من نصف قرن على هزيمة يونيو، مازال الكثير من الأحداث غير معروف للجميع، والكثير من البطولات ماتت مع أبطالها، المئات من الروايات اختفت في أدراج التاريخ وعليها تراب الماضي، وبعد ساعات قليلة على بدء الجولة العربية الإسرائيلية الثالثة، ما زال دخان المعركة يملء الأجواء.
في الخطوط الخلفية للقوات المصرية سير المعارك لا يزال غير واضح للجميع، الضباط والجنود لا يعرفون حقيقة ما يحدث والأخبار الواردة متضاربة والرؤية ضبابية فالبيانات العسكرية تتناقض تماما مع وكالات الأنباء العالمية، ووصول أفواج من الجيش المصري في حالة يرثى لها إلى مدن القناة جعل الأمر لا يبدو كما تذيعه إذاعة صوت العرب لانتصارات مبهرة بل أصبح الأمر يدعو للريبة والخوف لوقوع كارثة لا يعلم أحدا حجمها.
وردت رسالة مشفرة على درجة عالية من الأهمية والخطورة، إلى الرائد سعيد شلش قائد سرب الميج 19 بمطار القاهرة الدولي، الذي انتقل إليه من خلال تبقى من سربه، كلماتها قليلة لكن دلالات خطيرة، فإسرائيل ستشرع بعد ساعات، لتنفيذ مخططاتها لاحتلال شرم الشيخ، عبر إبرار قوات مظلات فوق المدينة الخالية لاحتلالها، وتوجيه ضربة عالمية جديدة وقوية لمصر، فصدرت له الأوامر بإجهاض هذه العملية ولم يكن عدد الطائرات الصالحة كبير.
بعد ضرب الطيران الإسرائيلي في الـ5 من يونيو، أصبح عدد الطائرات محدود، وأصبح عدد الطيارين أكثر، وانتقى 3 طيارين أكفاء، فاختار الرائد فتح سليم، والرائد مصطفى درويش، والملازم أول عبدالرحمن صدقي، وشرح في عرض خطة الاعتراض التي سينفذونها، وكيفية الاشتراك مع طيارات العدو، وطيارات الحماية وقرر أن يقود بنفسه الهجوم.
بعد دقائق من التلقين والتركيز، أقلعت الطائرات الأربع من مطار القاهرة الدولي، لاعتراض طائرات العدو وإجهاض عملية الإبرار الجوي فوق مدينة شرم الشيخ، واختار الرائد سعيد شلش، مسارا قصيرا إلى جنوب سيناء، لاحتفاظ بأكبر مخزون وقود ممكن لمعركته القادمة.
قال اللواء طيار، عبدالرحيم صدقي، أخذنا خط سير باعتبار الطيران اليهودي سيتحلق على ارتفاع 5 كليو وسيكون المصري على ارتفاع 3 كيلو لتنفيذ الاعتراض، عليهم قبل وصولهم إلى منطقة شرم الشيخ.
وحينها التحم التشكيل في الجو أثناء عبور البحر الأحمر ثم خليج السويس، متوجها إلى المكان المتوقع لطيارات العدو طبقا للرسالة المشفرة، شرع الطيارون في البحث عن طائرات العدو بالعين المجردة بعد تدمير معظم أجهزة الرادارات وأجهزة الاتصال في معظم القواعد الجوية اليوم الأول للقتال لكن ما الذي حدث فعلا في الخامس من يونيو.
في الساعة التاسعة إلا 15 دقيقة من صباح الخامس من يونيو، بينما كان المشير عبدالحكيم عامر وطاقم قياداته في السماء، متجهين إلى سيناء وقادة الجيش المصري في انتظاره، في مطار تمادا في سيناء، وجميع غرف القيادة خاوية والطيران المصري على الأرض والدفاع الجوي ممنوع من الضرب حماية لطائرة المشير كانت سماء مصر في انتظار الضربة الجوية الإسرائيلية.
في الثامنة وربع انطلقت 166 طائرة إسرائيلية من 5 قواعد جوية متجهة نحو البحر المتوسط وعبر طريق مرسوم بدقة وإشارات تصحيح للمسار من سفينة التجسس الأميركي ليبرتي انطلقت الطائرات نحو الساحل المصري على أقل ارتفاع ممكن وبالقرب من بحيرة البردويل بشمال سيناء تفرقت الطيارات المهاجمة إلى 6 أقسام متجهة نحو القواعد الجوية المصرية في سيناء والقناة وحدهم إخراج الطيران المصري من المعركة.
في توقيت متزامن كانت الطيارات الإسرائيلية فوق الطيارات المصرية ووسط دهشة وذهول المصريين ألقت الطائرات قنابلها مستهدفة ممرات الإقلاع كهدف مباشر وحيوي لمنع المصريين من التحليق، نجحت إسرائيل نجاحا باهرا فالمطارات المصرية كانت معدة وعلى أتم استعداد لكي تُدمر بأقل مجهود حيوي معادي فالمطارات معظمها عبارة عن ممر إقلاع واحد بلا تحصينات للطائرات وبعضها حتى دون دفاع جوي لحمايتها.
قال اللواء طيار سمير عزيز، أصبح طائرات الـ21 مقابلة لطائرات السخوي وعند تفجيرات الـ21 تطلق صاروخها على السوخوي فيتم تفجير الجميع وأحيانا تنفجر السوخوي في الطائرات الـ 21 وتُحرق خزانات الوقود فيشتعل الجميع.
لم تكن المهمة صعبة على الطيران الإسرائيلي في تعطيل أغلب المطارات الجوية في مصر منذ الهجمة الأولى كان الأمر أشبه تدريبا لطلبة الكلية الجوية الإسرائيلية لم يكون الدفاع المصري عن المطارات إن وجد أمام تلك لطائرات وهؤلاء الطيارين لتنفيذ مهمة خاصة أن الطيارين الإسرائيليين أمضوا 6 سنوات على إخراج القوات الجوية المصرية بأسرع وقت والمفارقة أن التدريب أصعب من التنفيذ.
وأوضح اللواء طيار أحمد كمال المنصوري أننا تعودنا أن يضرب الطيران الإسرائيلي منذ حرب 1956 في الفجر لذلك كان المصريين والطيارين في أتم استعداد قائلا "بيكون في شد ع الآخر" منذ بزوغ ضوء الفجر حتى الساعة الثامنة والتاسعة صباحا بعدها يذهب الجميع لتناول الإفطار وكان اليهود يعرفون ذلك لذا حضروا في الساعة التاسعة.
استقال الفريق مدكور وتولى أبو الغز شلبي الحناوي المقاتل الكفء وكان الغيظ يملئ الطيارين المصريين لمرور الطائرات الإسرائيلية وسط القاهرة مخترقا حاجز الصوت لتخبر المصريين بأن سمائهم مباحة حتى في القاهرة.