أقصى عقوبة للحدث.. قانوني يفسر حكم «إيداع» طفل المرور بمؤسسة رعاية
المحكمة تقضي على طفل المرور بالإيداع في تهم الجنايات والجنح الموجهة له
أسدل الستار على قضية «طفل المرور» نجل القاضي أحمد أبو المجد التي شغلت الرأي العام منذ بداية الشهر الماضي، بأمر المحكمة بإيداع الطفل في مؤسسة رعاية الأحداث في التهم الموجهة له، منها الجنائية لثبوت تعاطيه المخدرات، و4 تهم أخرى أمام جنح الطفل، وذلك بعد تعديه على أفراد أمن مرور، وتصويرهم والتهكم عليهم في أكثر من واقعة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
قانوني: عقوبة الإيداع مقررة لتحييد الخطورة الإجرامية
عقوبة «الإيداع» أثارت الجدل والتساؤلات حول معناها، وهو ما يوضحه الدكتور مصطفى السعداوي، أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنيا قائلا، إن القانون لديه تدابير احترازية عرفها المشرع بمواجهة الخطورة الإجرامية وهى عقوبة الإيداع، مضيفًا أنها غير محددة المدة ومقررة لتحييد الخطورة الإجرامية، وتكون من خلال مراقبة الحدث داخل المؤسسة العقابية «الإصلاحية» لفترة غير معلومة ولم يحددها المشرع أو القاضي، وذلك لحين زوال الخطورة الإجرامية.
«سعداوي»: الإيداع أقصى عقوبة تطبق على الحدث
وأضاف «سعداوي» لـ«الوطن»، أن عقوبة الإيداع قابلة للتعديل في أي وقت، ولا تنفذ إلا بنطق القاضي الجنائي، مشيرًا إلى أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعتقدون أن الطفل المتهم تمت مجاملته أو أخذ عقوبة مخففة، إلا أن عقوبة الإيداع هي أقصى العقوبات التي تطبق على الحدث «أقل من 18 عام»، ومعنى حكم القاضي بها أن هناك خطورة إجرامية نابعة من الطفل.
زوال الخطورة الإجرامية.. شرط لإنتهاء عقوبة الإيداع على الطفل المتهم
وأشار أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنيا، إلى أن عقوبة الإيداع ينظر في تقييمها كل 6 أشهر، مع كتابة تقرير لتقييم الخطورة في الطفل المتهم، مضيفًا أنها عقوبة تكون في الجرائم الأشد جثامة، والعقوبات الجنائية، وتزول بزوال الخطورة الإجرامية، وبعد التأكد من أن الطفل المتهم لم يعد خطر على أحد، من خلال تقييم التقرير المُقدم كل شهرين للمحكمة.
وكان انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لطفل يستقل سيارة مع مجموعة من أصدقائه، وتعدى بالسب والقذف على أمين شرطة مرور في أثناء تأدية عمله، وبعدها بأيام ظهر أكثر من مقطع فيديو لنفس الطفل في وقائع تنمر مشابهة على أفراد الأمن، وبعد تحديد هوية الطفل وأصدقائه تم القبض عليهم، وخلال التحقيقات ثبت تعاطيهم المواد المخدرة.