باحث أثري: لوحة «نفرتيتي» وهي تضرب أسيرة تؤكد حكمها لمصر
تمثال نفرتيتي الشهير
من وقت لآخر، تُثير الحضارة المصرية القديمة الكثير من التساؤلات حول ملوكها العظام، وتكشف أسرارا جديدة لتعيد كتابة التاريخ. وفي متحف برلين، طَرح تمثال الملكة نفرتيتي، المعروفة بجمالها الطاغي، وجهة نظر جديدة عن هذه المرأة الفرعونية، وما إذا كانت حكمت مصر وتبوأت العرش، أم أنها كانت تشارك الملك «إخناتون» زوجها الحكم، وهو المعروف بحكمه للبلاد لمدة 17 عاما، منذ أكثر من 3 آلاف عام.
وقال الباحث في علم المصريات، بسام الشماع، إن من أهم الشواهد التي تؤكد تلك النظرية، هو منظر مصري قديم منحوت على حجر جيري، يُطلق عليه في علم المصريات «تلاتات» وهو موجود بمتحف بوسطن بالولايات المتحدة الأميريكية، وتظهر فيه الملكة «نفرتيتي» وهي تهم بضرب أسيرة أجنبية، تُمسك بها من خصلات شعرها بيدها اليسرى، بينما هي رافعة يدها اليمنى التي تحمل سيف منحنى، على هيئة منجل، بينما جسدها منحنى قليلا جدا للأمام، وكأنها فى حالة حركة لتستجمع قواها في ضرب رأس الأسيرة الأجنبية، التي تستسلم للملكة تماما، ولا يبدو عليها أي مظهر من مظاهر المقاومة.
باحث: المنظر القمعي للعدو كان في عصر الأسرات حصريا للملوك الذكور فقط
ويضيف الباحث، أن هذا المنظر القمعي للعدو واستخدام الملكة للمقمعة كأداة لضرب الأسيرة والمنظر بأكمله، كان في عصر الأسرات حصريا للملوك الذكور فقط، ولا يوجد نقش مشابه لملكة تهم بهذا العمل بمقمعة أبدا، حيث إن هذا المنظر بأحجامه الضخمة، الذي استمر استعماله واستنساخه حتى عصر الأباطرة الرومان، مثل منظر الإمبراطور الروماني «تراجان» بمعبد إسنا بالصعيد المصري، وكان فقط للملوك الذكور لحكام لمصر، مما يثبت أن «نفرتيتي» ربما تكون قد حكمت كملك، مثل الملكة «حتشبسوت» و«تا وسرت» و«سبك نفرو» أو على الأقل كان لها نشاط سياسي بارز يساوي في أهميته دور الملك «أخناتون»
وأضاف الشماع، «في مصر يوجد عدد من النقوش المشابهة، منها منظر على حجر (تلاتات) آخر بمعبد الاقصر يبين (نفرتيتي) وهي تضرب بنفس الطريقة بمقمعة، ومنظران لها وهي تهاجم وتدهس الأعداء، ولكنها هنا كانت على هيئة أبو الهول بجسد أسد».
وأضاف، «دليل آخر على أن (نفرتيتي) كان لها علاقة بالتدريب على الأسلحة العسكرية، ولها قوة وطاقة ووضع مؤثر في الحياة السياسية والعسكرية والبلاط الملكي أكثر من الذي يعتقده البعض بأن هناك بعض المناظر لها بمقابر بتل العمارنة بالمنيا وهي تقود العجلة الحربية وحدها، وبدون قائد للمركبة، فقد كانت هي قائدة المركبة، وهو ليس بالأمر الهين أو البسيط أو السهل، مثل تلك المناظر الموجودة في مقبرة «ميري رع» الأول، وربما تكون هذه المناظر لها، وهي تقود العجلة الحربية، غير مسبوقة.