«المصري أبو الكرم».. الشراقوة: إحنا اللي عزمنا القطر
أهالى الشرقية قدموا سحوراً لركاب أحد القطارات عاشر أيام رمضان
«الشراقوة عزموا القطر»، عبارة اشتُهر بها أهل الشرقية منذ نحو 106 أعوام ولخصت كرمهم الزائد خاصة مع الغرباء، عندما قام أهالى قرية أكياد التابعة لمركز فاقوس بتقديم طعام الإفطار لركاب قطار خط الشرق الذى تعطل وقتها أثناء مروره أمام القرية قبل أذان المغرب بدقائق فى شهر رمضان.
وقال محمد فرج «72 عاماً» من أهالى أكياد، إنه فى العشر الأواخر من رمضان عام 1917 تعطل القطار أثناء مروره أمام القرية، وكان الأهالى يؤدون صلاة المغرب، وعلم الأهالى بذلك فأحضروا التمر والعصائر والطعام وجرى توزيعها على الركاب للإفطار.
أهالي القرية تسابقوا لتقديم الطعام للصائمين كل يجود بما لديه
ولفت إلى أن أهالى القرية تسابقوا لتقديم الطعام للصائمين كل يجود بما لديه، حيث حملت السيدات صوانى تضم أنواعاً مختلفة من الطعام وتوجهن إلى محطة القطار مع الرجال لتقديم الطعام للجميع، وسرعان ما تناقل الأهالى الحكاية. وأضاف: «فى عام 1967 تعطل قطار أيضاً وقدمنا الطعام والخبز للركاب»، مشيراً إلى أن إكرام الضيف جزء من عادات وتقاليد الشرقية.
حكايات كرم الشراقوة وعزومات القطار لم تتوقف عند واقعة أكياد، وتكررت أكثر من مرة، منها رمضان 2019 عندما تعطل قطار متجه إلى بور سعيد فى محطة أبوحماد، وخرج أهالى المدينة لتقديم السحور للركاب. فى هذا العام عزم أهالى أبوحماد ركاب القطار على السحور فى عاشر أيام رمضان عام 2019، وذلك بعد تعطل القطار فجأة، قبل أذان الفجر.
وقال «سامبو» صاحب محل فول وفلافل، إنه بمجرد علمه بتعطل القطار وقتها، سارع بتقديم طعام للركاب لتناول السحور، مشيراً إلى أن الكثير من الشباب قاموا بشراء مياه وعصائر ووزعوها على الركاب.
تشهد مدينة أبوحماد تقديم الإفطار للركاب كل عام
وأيضاً تشهد مدينة أبوحماد تقديم الإفطار للركاب كل عام، وهو ما يقول عنه الحاج أبوشامة مصطفى، 53 عاماً، إنه اعتاد ومجموعة من الشباب على تقديم عصائر ومياه وساندويتشات جبن أو لانشون وثمرة فاكهة لركاب القطار وذلك منذ 22 عاماً على التوالى، وكان آخرها رمضان الماضى.
وأوضح أنه بدأ هذه المبادرة منذ عام 2000، حيث كان يستقل قطار القاهرة عائداً إلى بلدته، حيث كان متوجهاً إلى أحد مكاتب السفر لدفع تذكرة العمرة ولكنه وجد أن السعر ارتفع، وكان يجلس حزيناً فى القطار، ثم سمع أحد الأشخاص يقول «مفيش شوية مياه نبل ريقنا.. المغرب قرب خلاص»، لافتاً إلى أنه نذر صرف مبلغ العمرة لإفطار الصائمين واستمر على هذه الحال كل عام، لافتاً إلى أن المياه والوجبات التى يتم تجهيزها، هى تبرعات ذاتية من الأهالى.