«محمد عمران» صاحب الحنجرة الذهبية: حفظت القرآن وبشوف بعيون زوجتي
محمد عمران وزوجته
ولد فاقدا للبصر، ولقبه الجميع بـ «صاحب الحنجرة الذهبية» لجمال صوته عند تلاوة القرآن الكريم بصوت هادئ وخاشع، قدوته الشيخ محمد رفعت، ومبتهلا في المحافل الدينية ليشدو بك «محمد عمران» ابن محافظة الدقهلية، إلى عالم آخر من الخشوع والطمأنينة والسكون وهدوء النفس، وتشعر بالقشعريرة كلما سمعت صوته العذب.
محمد عمران فقد بصره عند ولادته
التقت «الوطن» بـ «محمد عمران»، صاحب الـ 27 عاما، ابن قرية ديمشلت بمحافظة الدقهلية، قائلا: فقدت بصري منذ ولادتي، حاول الأطباء جاهدين لإعادة نظري من خلال إجراء عدة عمليات جراحية بالعين ولكنها باءت بالفشل حتى يومنا هذا، رضيت بما قسمه الله لي، وحفظت القرآن الكريم كاملا وكان هذا أعظم عوض الله لي.
بداية حفظ القرآن الكريم
يتابع «محمد»: عندما بلغت الـ 4 سنوات كنت أذهب إلى المسجد برفقة أهلي وعندما رآني أحد شيوخ المسجد عرض على والدي أن يحفظني كتاب الله، وبالفعل أتممت حفظه في خلال 3 سنوات فقط، في بادئ الأمر كان الموضوع صعبا وليس سهلا، ولكني بذلت جهدي وكنت أسمع تلاوات الشيوخ أصحاب المدارس القديمة عن طريق شرائط التسجيل ومن ضمنهم الشيخ «محمد رفعت الذي أعشق تلاوته وأحلم أن أكون مثله، وكذلك الشيخ محمد المنشاوي والعديد من الشيوخ القدامى» وفي الإنشاد «نصر الدين طوبار والنقشبندي».
أبتهل وألقي أناشيد دينية من خلال الإذاعة المدرسية
ويواصل «محمد» حديثه لـ «الوطن»: وعندما أصبحت في المرحلة الإعدادية كنت أبتهل وألقي أناشيد دينية من خلال الإذاعة المدرسية للشيخ «نصر الدين طوبار»، اقترح عليا صديقي أن أذهب إلى قصر ثقافة المنصورة لتنمية موهبتي في الإنشاد، وبالفعل ذهبت هناك والتقيت بأحد المسؤولين الذي استهتر بحالتي، شعرت بقليل من الإحباط ولكن أصررت على تحقيق حلمي في الانشاد، ليلتحق بعد منه مسؤول آخر الذي انبهر بجمال صوتي وتبناني وتتلمذت على يده لمدة سنة في أصول الانشاد والمقامات والسلم الموسيقي.
إتقان المقامات وأصول الموسيقى
وبسبب صوته الروحاني الخاشع وتمكنه من إتقان المقامات وأصول الموسيقى، ليأخذ بيده أحد موظفي قصر ثقافة المنصورة ويذهب به إلى القاهرة ليقابل المايسترو «سليم سحاب» الذي قابله ورحب به وانبهر بصوته وعامله معاملة مميزة وقال له «انت جاي جاهز انا مش هدخلك كورال هتدخل فردي على طول»
يقول «محمد عمران» لـ «الوطن»، وبدأت في الانشاد الديني في المراسم الدولية والاحتفالات الدينية وكان أولها في جامعة القاهرة أمام الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ورئيس الجامعة، وقابلت الفنان هاني شاكر الذي أشاد بصوتي وطلب مني أن أغني أغنية «أحلف بسماها وترابها» برفقته على المسرح، وشجعني أن أستمر في السعي وأن أغلق باب الإحباط لأنني موهبة نادرة على حد كلامه.
محمد عمرا: الله عوض فقد بصري بزوجتي
وعن زوجته يضيف «محمد» أن الله عوضني بزوجتي بالرغم من أنها لا تعاني من أي شئ إلا أنها وافقت الزواج بي وتتعايش مع معاناتي وظروفي وكانت الداعم الأكبر لي وهي عيوني التي أبصر بها، وعكازي الذي استند به وعندما يصيبني احباط هي أول من يشجعني على اكمال مسيرتي في الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم.
زوجته: لما شوفته شعرت بالراحة تجاهه
وتقول «منال علم الدين» زوجة «محمد» لـ «الوطن» أنا في الأساس من محافظة أسيوط جئت إلى محافظة الدقهلية وقابلت قريبة زوجي وهي في الاساس صديقتي واقترحت عليا بالزواج من محمد وشرحت لي حالته ووافقت على مقابلته وشعرت بالراحة تجاهه وتواصلت مع أهلي في الصعيد واقتنعوا بزواجي من محمد وتمت الزيجة ودائما أقول في نفسي «أنا هدخل بمحمد الجنة»، لم أشعر للحظة أن محمد كفيف ودائما سأكون داعمة له وسند إلى أن يحقق حلمه، دخل عدة مسابقات وكان يحصد المراكز الأولى سواء في الإنشاد والتلاوة.
وأشار «محمد» إلى أنه التحق بكلية القرآن الكريم في طنطا، وكان الرئيس السيسي أقام حفل «قادرون باختلاف» وتواصل معي منظمو الحفل وخصعت لعدة تدريبات ونجحت فيها ورشحوني للغناء أمام رئيس الجمهورية عدة أغاني وطنية بالإضافة إلى أغنية «شكرا» للفنانة أصالة، ولكن كانت مشيئة الله أن تهطل أمطار غزيرة وعواصف منعتني من الذهاب إلى الحفل واعتذرت لهم، ولكني سأتقدم مرة أخرى وأتمنى أن يقبلوا بي، حلمي هو أن أصبح مقرئ في إذاعة القرآن الكريم ومنشد مثل نصر الدين طوبار.