«واشنطن بوست»: الجفاف يصيب الغرب الأمريكي بسبب تغير المناخ
خسائر بالمليارات وفقدان آلاف الوظائف
الجغاف - تعبيرية
يمر نهر كولورادو في الولايات المتحدة عبر سبع ولايات ويزود أكثر من 40 مليون شخص بالمياه، وهو مورد رئيسي للزراعة في غرب الولايات المتحدة، لكن النهر يجف منذ عقود، كما تم تسجيل أدنى مستويات المياه تاريخيا في العام الماضي، في بحيرتي «باول» و«ميد»، اللتين تخزنان مياه النهر.
سبب جفاف نهر كولورادو؟
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الإسراف في استخدام المياه والجفاف التاريخي، الذي تسارع مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، أدى إلى استنزاف النهر، وهذا العام كان تساقط الثلج كبير في ولاية كاليفورنيا، وبينما تساعد كتلة الثلج على تجديد المياه، فإنها لن تحل أزمة نهر كولورادو أو تعكس آثار الجفاف الذي دام 23 عامًا.
هل يمكن إنقاذ النهر من الجفاف؟
وأشارت إلى إن سلطات ولاية كاليفورنيا يمكن أن توفر في استخدام المياه، أو يتم تدخل من جانب الحكومة الفيدرالية، لكن تقليل استخدام المياه، يمكن أن يؤثر على المناطق الزراعية، وبالتالي قد تحدث أزمة في المنتجات الزراعية، وتحديدا الغذائية منها خلال أشهر الشتاء، ويخشى الخبراء من تأثير أسوأ على سكان مدن مثل فينيكس ولوس أنجلوس، أو كليهما، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، يخشى الخبراء من أن تأثير الجفاف قد يكون أسوأ من المتوقع.
وأكدت الصحيفة أنه في واحدة من أسرع المناطق الحضرية نموًا في البلاد، في الغرب الأمريكي، تنتشرشركات الرقائق الدقيقة، ومراكز البيانات، وهي كثيفة الاستهلاك للمياه، علاوة على عشرات الآلاف من المنازل التي تنتشر في عمق الصحراء، لكن ذلك يأتي وسط ازمة، حيث يتسبب تغير المناخ في تجفيف موارد المياه في الغرب الأمريكي ويعرض الموارد الأساسية لخطر أكبر من أي وقت مضى، ونقلت الصحيفة عن جاي فاميجليتي، وهو أستاذ بجامعة أريزونا، يقود جهدًا كبيرا منذ سنوات لتقييم إمدادات المياه الموجودة في الولاية فوق الأرض وتحتها قوله: «إن ما يحدث هو امر مقلق للغاية، ولا أعتقد أن الجميع، سواء عامة الناس، ولكن حتى مديري شركات المياه والمسؤولين، يفهمون حقًا الآن أن المياه الجوفية هي مفتاح مستقبلنا، ولا يوجد من المياه ما يكفي للقيام بأنشطتنا الحياتية».
ويعد قرار ولاية أريزونا في الأسبوع الماضي للحد من البناء السكني في بعض أجزاء من ضواحي مدينة فينيكس، سريعة النمو، تحذيرًا رئيسيًا آخر حول كيفية تأثير تغير المناخ على أنماط الحياة والاقتصادات في الغرب، ففي جميع أنحاء المنطقة، انحسرت الأنهار الجليدية، واتسعت حرائق الغابات، وتقلصت الأنهار والبحيرات، ورغم ان الشتاء الماضي كان رطبا، لكن التأثيرات الأعمق الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة لا تزال قائمة، وفي ولاية يوتا، فقدت بحيرة الملح الكبرى أكثر من 70% من مياهها، وتحذر تقارير من أنها قد تختفي في غضون خمس سنوات، وسينتج عن ذلك خسائر لمليارات الدولارات بسبب توقف النشاط الاقتصادي وفقدان آلاف الوظائف