الرئيس هو عبدالفتاح السيسى الذى أرسلته العناية الإلهية لإنقاذ المنطقة من طاعون الإخوان، أما المتآمرون فهم كثيرون، يتساقطون من كل مكان ويطلون برؤوسهم المشوهة وقلوبهم الخربة على المشهد المصرى لمحاولة إضفاء مزيد من الارتباك مما يتيح لهم الاستمرار، هؤلاء المتآمرون لا يستطيعون العيش إلا فى أجواء ملبدة ومرتبكة وضبابية، ظن هؤلاء أن الحرب ضد الإرهاب قد تتيح لهم مساحة جديدة للمناورة ومحاولة إعادة ترتيب الصفوف وسط الجماهير بحجة الاصطفاف لمواجهة الطاعون، لكن ما لا يعلمه هؤلاء أن الطاعون الذى يواجهه الرئيس له وجوه عديدة، من ضمن هذه الوجوه وجهان لعملة واحدة هما الإرهاب والفساد، الإرهاب لا يحتاج إلى تنظير أو تذكير أو نصح وإرشاد، فالإرهاب لا يحتاج إلا إلى مواجهة شاملة بكافة القوى الصلبة والناعمة والنائمة والسائلة، أما الفساد فلا يحتاج إلا إلى قوة القانون العادل وصفعات الدولة الخشنة والقوية، الفساد الذى صنعه المتآمرون لحساب أعداء الوطن هو الذى أغرق الوطن فى الإرهاب، فالإرهاب الابن غير الشرعى للفساد، إن المتابع للمشهد المصرى الآن يجد هؤلاء المتآمرين على الرئيس لكنه لا يستطيع الإمساك بهم، يشير عليهم ولا يتمكن من الإمساك بهم فهم أقوياء بالمال والإعلام وضعف السلطة المعاونة للرئيس، الرئيس يأمر ويطلب ويرسل الرسائل تصريحاً أو تلميحاً، لكن المتآمرين صم بكم عمى لا يعقلون ولا يفقهون ولا يتورعون، مؤسسات الدولة تحتاج إلى تغيير سريع وعاجل وحتمى وضرورى ولا يتحمل أى تأخير من أحد، قطعاً داخل هذه المؤسسات من يقاوم ومن يحارب أية محاولات للتغيير، ومن هنا تجد المتربصين والمتآمرين يعيثون فى الأرض فساداً جهاراً نهاراً وعلى الهواء مباشرة، يظن هؤلاء المتآمرون وكل ظنونهم آثام أن حالة الحرب التى يخوضها الرئيس والمخلصون من حوله فرصة مثالية للانقضاض على الدولة مرة أخرى لإعادة هذه الأمجاد الضائعة أو السليبة، إن ظهور أحمد عز وهانى سرور وحسين مجاور فى المشهد الانتخابى مرة أخرى لهو الدليل الدامغ على أن هؤلاء قوم لا يستحون ولا يعنيهم الوطن ولا مصلحة الوطن ولا مراعاة لأى اعتبارات للأمن القومى المصرى من قريب أو بعيد، هؤلاء أخرجوا لسانهم للجميع.. حكاماً ومحكومين فى واقعة فريدة لم تتكرر فى أى مكان فى العالم، بيد أن كل اسم من هذه الأسماء يسقط دولة، وبالفعل لقد نجح «عز» ورفاقه فى إسقاط دولة مبارك، هل نسينا قضية أكياس الدم الملوثة للشركة التى كان يملكها هانى سرور، هل نسينا كل ما كتب عنه وعن فساده وعن تخريبه، هل نسينا حسين مجاور ودوره فى الكوارث التى لحقت بمصر، خاصة دوره فى موقعة الجمل، هل نسينا ماذا فعل حسنى مبارك حينما استيقظ من غفلته وتمرد على تغافله واكتشف أنه ضيع مصر باعتماده على الفاشل المتكبر جمال مبارك ومحركه الطفل المعجزة أحمد عز؟ ساعتها وفى لحظات الاستفاقة بين الغفوة واليقظة حاول الرجل أن يصلب طوله السياسى ويستدعى من تاريخه يوماً عسكرياً فكان قراره الأول بإقالة أحمد عز من أمانة التنظيم للحزب الوطنى إيماناً منه بأن «عز» هو السبب فى كل ما جرى ولكى يصحح مساره وينقذ حكمه كان الخلاص من «عز» هو البداية.. الآن يعود «عز» من جديد متحدياً مصر بطولها وعرضها ومراهناً على إمكاناته المادية التى استطاع بها أن يتحكم فى مصر القديمة.. هذه لقطة من نوعية المتآمرين، لكن الأخطر هى تلك الطغمة الفاسدة التى تنتشر فى ربوع دواوين المؤسسات الحكومية.. تقول لهم ثورة يقولك.. افتح الله.. تقوله الريس بيقول، يقولك انت فلول، تقوله هاشتكيك، يقولك انت إخوان.. وزراء يحتاجون «كتالوج» يوضح كيف تصبح وزيراً فى 5 ساعات، الجميع ينتظر تعليمات الرئيس، والجميع يطالب بتدخل الرئيس، والجميع مش عاجبه حاله، والجميع يغط فى سبات عميق.. الرئيس يصرخ بأعلى صوته.. من غيركم ماقدرش، والناس ولا هنا.. الرئيس يطالب الجميع بالعمل والإخلاص وكل واحد بنفسه.. والناس مش مركزه معاه.. الناس مشغوله جداً يا ترى مشغولة فى إيه؟ الناس تقريبا بيتكلموا عن الدورى.. لا عن الكأس.. لا حرام.. على باسم يوسف، أو على جهاز الكفتة، أو على طلاق ليلى علوى، أو على أى حاجة هايفة.. الحقيقة الناس بالشكل ده مش هتتغير ولو الناس متغيرتش.. الرئيس أو أى رئيس مش هيقدر يعمل حاجة لوحده.. الرئيس لازم يغير مساعديه ولازم يفرم.. نعم.. يفرم رموز الفساد.. الرئيس لازم يمنع رموز الفساد من اقتحام البرلمان وتفخيخه تمهيداً لتفجيره.. سفينة الوطن فى وسط أنواء وعواصف غاية فى الخطورة.. فى هذه الأجواء لا تكفى مهارة الربان كى تنجو السفينة.. فمن الحتمى مشاركة الجميع.