«شيكولاتة بدل الكانيولا».. طبيب يروي اللحظات الحرجة لولادة سيدة داخل قطار الصعيد
ولادة في القطار
لحظات حرجة مرت بها سيدة عشرينية عندما قررت وزوجها السفر من القاهرة إلى قريتهما بمدينة طهطا بسوهاج، وهي بالشهر التاسع، لكنها تفاجأت بآلام المخاض، دوي صراخ السيدة وصل إلى مسامع طبيب نساء تصادف وجوده بالعربة مع زوجته طبيبة الأطفال، إضافة إلى طبيب قلب ومسعف وممرضة كانت بعربة مجاورة، ليكتمل «كونسلتو» تعارف أعضاؤه لأول مرة في تلك اللحظة الصعبة داخل القطار.
وبعد مشاورات عديدة قرر الأطباء توليد السيدة في القطار خاصة مع تزايد مخاوف تحركها في هذه الحالة.
طبيب يروي التفاصيل
يروي الدكتور عصام نان النجار استشاري القلب والأوعية الدموية بمستشفى أسيوط العام، والذي شارك بعملية الولادة بقطار الصعيد، في تصريحات لـ«الوطن» تفاصيل القصة، موضحا أنه كان مسافر بالقطار رقم 76 الذي يخرج من القاهرة الساعة 8 مساء، ومن المقرر وصوله الـ3 صباحا، وبمرور القطار بمركز ملوي بمحافظة المنيا حوالي الساعة الواحدة صباحا بدأ صوت صرخات سيدة بالعشرينيات، وعندما ذهبت لها وجدت عندها شخص يعرف نفسه أنه طبيب نسا وزوجته طبيبة أطفال، وبدأت عملية الولادة.
شيكولاته بدل الكانيولا.. ولادة خلال سير القطار
بدأ العجلات بالسير على القضبان وارتفعت صافرات القطار، لا يعلو على صوتها سوى صرخات الشابة العشرينية، بينما بدأ الأطباء في استئذان الركاب الجالسين بالكرسي الذي أمامها وأعادوا ترتيبه بشكل معين ليكون أشبه بسرير غرفة العمليات، وبدءوا مغامرة أخرى في تجميع الأدوات، الشيكولاتة بديلًا للمحاليل بالكانيولا، ومقص عادي يخص راكبا، وزجاجة كحول مع راكبة، ومناديل حمام بديل للقطن، وأضاف «نان»: «وبدأنا نشتغل في حالة الولادة الطبيعية لغاية تقريبا مركز منفلوط».
مغامرة لاستكمال أدوات الولادة
مرت الدقائق ثقيلة ووصلوا إلى محطة منفلوط وما زالت حالة الولادة البكرية مستمرة تواجههم صعوبات لعدم وجود الأدوات، وبعدها تمكن الدكتور إسلام من توليد السيدة، لتتلقى الطفل زوجته طبيبة الأطفال وتهتم به وترعاه، وسط فرحة عارمة غمرت العربة بأكملها يتخللها عبارات الثناء والشكر والامتنان لشهامة الأطباء، وصلت الطفلة «شمس»، التي اتفق والداها على تسميتها قبل قدومها، ووصل القطار لمحطة أسيوط، وكانت بانتظار الأم والطفلة عربة إسعاف.
وأضاف «نان»: «كنا خايفين الطفلة تنزل تحتاج حضانة، كنا عايزين نركب محاليل وسألنا الركاب لو حد معاه كانيولا وتحايلنا على الموضوع وإدينا السيدة شيكولاته، بعد ما نزلت الطفلة اطمنت طبيبة الأطفال إنها كويسة».
طبيب القلب أكد أن الإنسانية فقط هي من جعلتهم يتحملون المسؤولية، والزوج والزوجة أخطاؤوا بقرار السفر قبل مشورة الطبيب، لذا سيطر على الزوج حالة من الرعب والتوتر انتهت بالإطمئنان على الأم الطفلة، وطلب منه الركاب تسميتها باسم يلائم الموقف غير أن الزوج قال انه اتفق في وقت سابق مع زوجته على اسم شمس.