حزب التحرير الشعبي.. إرهاب اليسار في تركيا
منذ اللحظة الأولى لتشكيل تلك الجبهة، حمل مقاتلوها لواء الأيديولوجية الماركسية الثورية، واتخذوا من فكر "ماركس" و"لينين" و"ستالين"، أيديولوجية العمل التي لا يزالون يحملونها حتى اليوم.
الشعار الرئيسي لها "مناهضة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، وتعتبر أن الحكومة التركية والدولة تقع تحت سيطرة "الإمبريالية الغربية"، وهو ما يدفعهم إلى محاولة تدمير تلك السيطرة من خلال الكفاح المسلح ضد الحكومة بدعوى التحرر الوطني والاستقلال وبناء نظام اشتراكي، تقوده الجبهة التي تحصل على تمويلها من أنشطة التبرعات في تركيا وأوروبا.
مع فجر عام 1978، أعلن دورسون كاراتاس، تأسيس جبهة "حزب التحرير الشعبي الثوري" سعيًا إلى القضاء على النفوذ الغربي في تركيا وتأسيس النظام الاشتراكي، ومنذ اليوم الأول لتأسيسها، اتُهمت الجبهة بتنفيذ عدة عمليات مسلحة في تركيا منذ أواخر السبعينيات، ولا يتوقف عملها عند حدود العمل المسلح فقط، حيث لها جناح سياسي يعمل في تركيا.
في بدايات عام 2013، أعلنت الجبهة مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر السفارة الأمريكية في العاصمة التركية "أنقرة"، بحجة أن الولايات المتحدة " تقتل شعوب العالم وتؤذي الشعب التركي بجعل بلاده وكرًا تغير من خلاله الشرق الأوسط".
على مدار السنوات التي نشطت فيها الجبهة، استطاعت استهداف العشرات بمن فيهم ضباط كبار ووزير عدل سابق، واستهداف السفارة الأمريكية والهجوم الانتحاري الذي وقع في "إسطنبول" في الحادي عشر من سبتمبر عام 2012.
وفي أعين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا نفسها، تعد "جبهة التحرير الشعبي" منظمة إرهابية، أما الجناح السياسي للجبهة، فهو تحت اسم "ديف سول" أو "اليسار الثوري"، وهو يتبنى عقيدة معادية للولايات المتحدة والغرب والنظام الحاكم في تركيا.
في العام 1990، أطلق الحزب حملة ضد المصالح الأجنبية في تركيا، وشملت هجمات انتحارية استهدفت دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين ومنشآت أمريكية، وفي العام 2001، بدأت الجبهة في استهداف المصالح التركية إلى جانب المصالح الأمريكية. وفي الوقت الذي يتشابه فيه فكر "الجبهة الثورية" مع فكر حزب العمال الكردستاني، فإن الواقع يؤكد أن الاثنين اتخذا مسارًا متباينًا منذ اللحظة الأولى، حيث قرر حزب العمال الكردستاني التركيز على الهوية الكردية.