في 6 عقود.. "الحملات الإعلانية" سلاح مكافحة التدخين في أمريكا
دفع ارتفاع نسبة المدخنين البالغين لـ42% في أمريكا 1965، لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية بمطالية محطات التليفزيون بتخصيص بعض الوقت المجاني للحملات الإعلانية لمكافحة التدخين، في أول تصرف من نوعه في التاريخ الحديث للتوعية بأضرار "السجائر".
وبدأت تاريخ الحملات الإعلانية المناهضة للتدخين منذ العام 1967، وفي تصرفي تصعيدي ضد "السجائر"، حظرت "الكونجرس" عرض إعلانات شركات التبغ على شاشات التليفزيون في العام 1971، وكنتيجة لذلك، أخذت المجلات والجرائد ولوحات الإعلان على عاتقها الدور الترويجي للتدخين.
كانت المعارضة السياسية للتدخين حركة منطقية، بعد أن وعي العامة بالمخاطر الصحية المرتبطة بهذا المنتج، واتخذ ذلك عدة أشكال، إلا أن أكثر قانون جدير بالذكر بدأ في ولاية مينيسوت 1975، وهو قانون يأمر بإقامة المنشآت والشركات أماكن للمدخنين وغير المدخنين داخل مبانيها، وكان الخطوة الأولى للحركة تجاه الفصل بين المدخنين وغير المدخنين في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي قام بها بعض أعضاء الكونجرس، أصبح التبغ أكثر المنتجات عرضًا في لوحات الإعلان، وثاني أكثر المنتجات ترويجا في المجلات.
استمرت الحرب ضد التبغ بين المصانع ومعارضي بيعه واستهلاكه، وبدأت هذه الحرب عندما تم اعتباره خطرا صحيا، وكان هناك أربعة شركات رئيسية تمتلك 98% من صناعة التبغ في الولايات المتحدة، وهي "فيليب موريس" الولايات المتحدة الأمريكية، و"تبغ آر. جي. رينولدز" و"براون ويليامسون"، إضافة إلى شركة تبغ "وريلارد".
وتحكمت هذه الشركات في معظم مبيعات التبغ في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي بدأت فيه المعلومات المتعلقة بالمخاطر الصحية لاستهلاك التبغ بالتسرب، كان على هذه الشركات أن تقوم بعمل شيء لدحض تلك المعلومات، فوجهت إعلاناتها خصيصا للشباب.
وفي 1992، تم سن التشريعات التي تزيد من الغرامات على بيع منتجات التبغ للقاصرين، وحصلت الحركة في العام 1998 على تمويل ضخم ومستمر من أجل الترويج لتشريع التحكم بالتبغ، وسمحت أموال الحركة بتشكيل تأييد متعدد لمجموعات مكافحة للتبغ بوقت كامل على مستوى المناطق والولايات، إضافة إلى المستوى الوطني.
وحسب تقرير وزارة الصحة الأمريكية، وبمساعدة هذه الحملات، انخفضت نسبة التدخين بين البالغين إلى 18% في العام 2012.
يذكر أنه في عهد البابا أوربان السابع، نفذ أول منع عام معروف للتدخين في العالم العام 1950، حيث هدد بتطبيق عقوبة الطرد على كل شخص يحمل التبغ في طريق شرفة الكنيسة أو داخلها.
كما أن الحزب النازي فرض منعا عاما للتدخين في كل جامعة ومركز بريدي ومشفى عسكري ومكتب تابع للحزب في ألمانيا، وتم ذلك بأمر من معهد كارل آستل لأبحاث مخاطر التبغ وتم تطبيقه في العام 1941 بأمر من هتلر.