مطالب ثوار الشرقية تجدد الاشتباكات مع قوات الشرطة: رحيل الرئيس ومحاكمة المرشد وحل جماعة الإخوان المسلمين
(للمرة الثانية.. شارك آلاف المتظاهرين بمحافظة الشرقية فى المسيرة التى انطلقت فور الانتهاء من صلاة المغرب لتجوب شوارع مدينة الزقازيق، رفعوا خلالها قائمة بمطالبهم الخمسة التى تتمثل فى: رحيل الرئيس محمد مرسى، حل جماعة الإخوان المسلمين، محاكمة المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع بسبب مسئوليته عن دماء المتظاهرين التى سالت أمام قصر الاتحادية، إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وحل اللجنة التأسيسية للدستور وإلغاء الاستفتاء عليه.
«أمير ساويرس»، أمين لجنة التنمية المجتمعية بحزب المصريين الأحرار أحد المنظمين للمظاهرة، قال: ما يحدث فى الشرقية الآن انتفاضة شعب ضد ترك البلد فى يد جماعة الإخوان الذين خدعونا بالشعارات الدينية ولم يكونوا على قدر المسئولية، لذلك قررت كافة فئات المحافظة النزول إلى الشارع لاستعادة ثورتهم، وأضاف: إبقاء الرئيس على الجمعية التأسيسية للدستور وإصراره على الاستفتاء عليه فى موعده دون الاستماع لمعارضيه، جعلنا نتأكد من أنه يعمل لصالح جماعته وليس الشعب، لذلك قررنا رفع سقف المطالبة برحيله.
هتافات كثيرة رددها المتظاهرون للإعلان عن تأييدهم لقرار «شعب المحلة الشقيق» -على حد وصفهم - بالانفصال عن الدولة المصرية، حيث طالبوهم بشد الهمة من أجل إعادة تشغيل ماكينات الإنتاج مرة أخرى والرجوع بالمحلة «زى زمان»، مؤكدين أن محافظة الشرقية سوف تلحق بها فى الانفصال قريبا.
«محمود عفيفى»، عضو حركة «الاشتراكيين الثوريين» بالشرقية، أشاد بقرار شباب مدينة المحلة الكبرى بالإعلان عن استقلالهم، حتى لو لم ينفذ، مؤكدا أن تعنت النظام الحاكم مع الشعب ورفض الإنصات لقوى المعارضة هو السبب وراء إعلان المدن الثورية الانفصال عن دولتهم، وأضاف: شباب الإخوان المسلمين ألقوا علينا أكياسا مليئة «بمياه النار» والحجارة، أثناء سيرنا فى مسيرتنا السلمية بحى «الزهور» يومى الخميس والجمعة الماضيين، وعندما ذهبنا للتظاهر أمام منزل «مرسى» فوجئنا برد فعل عنيف من قبل قوات الأمن المركزى وكان يقف معهم أعضاء حزب الحرية والعدالة وعدد من البلطجية المعروفين بالمحافظة، ورغم ذلك رفضنا الرد عليهم وأنهينا المظاهرة..
أعداد كبيرة من شباب المتظاهرين قرروا غلق مبنى المحافظة وتعطيل العمل بها والاتفاق على منع خروج محافظ الشرقية المستشار حسن النجار، وذلك ردا على قيام قوات الشرطة المكلفة بحراسة منزل الرئيس بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم ومنع وقوفهم أمامه.
«السيد عفيفى»، مدرس (32 سنة)، قال: محافظ الشرقية دائما ما يؤكد على أنه لا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين وليس عضوا فى حزب الحرية والعدالة بالرغم من كونه شقيق قطب الجماعة الدكتور إبراهيم النجار، بالإضافة لمحاولاته الدائمة لإقناع أبناء الشرقية بقرارات الرئيس، ويتجلى ذلك بوضوح فى عدم اعتراضه على تعرض المتظاهرين للسحل على يد قوات الشرطة، لذلك قررنا الرد عليه بنفس أسلوبه واتفقنا على حبسه داخل مكتبه بمبنى المحافظة تمهيدا لبدء عصيان مدنى سنقوم فيه بشل حركة العمل بأجهزة المحافظة تماما.
أعمدة أدخنة القنابل المسيلة للدموع تصاعدت بكثافة فى سماء المنطقة الواصلة بين منزل الرئيس ومبنى محافظة الشرقية، مما أثار حفيظة المتظاهرين وجعلهم يقومون بإلقاء الحجارة على قوات الشرطة للرد عليها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، الأمر الذى أدى لسقوط عشرات المصابين بجروح بالإضافة للعديد من حالات الإغماء، وألقت قوات الشرطة القبض على ثمانية متظاهرين.
«طاهر عبدالرحمن» (20 سنة)، أحد المتظاهرين المصابين، قال: قوات الشرطة رفضت وقوفنا أمام منزل الرئيس منذ اللحظة الأولى وهددونا بالضرب والاعتقال، وبعدها بدقائق قليلة قاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع علينا لتفرقتنا، وفوجئت بهبوط واحدة منها على رأسى، فقدت الوعى بعدها مباشرة.
وأضاف: قوات الشرطة لم تتعلم الدرس من ثورة 25 يناير وما زال انحيازها للنظام ورجاله وليس للشعب، وبالرغم من أسلوب العنف الذى يستخدمونه ضدنا، لن نتراجع عن مطالبنا بضرورة رحيل الرئيس ومحاكمته بنفس تهم الرئيس السابق.