صورة المرشح حجبت الرؤية عن سائق «ميكروباص».. فاصطدم بسيارة نقل
لم يتخيل سائق السيارة «الميكروباص» الذى «لصق بوستر» لمرشح الإخوان للرئاسة محمد مرسى أسفل الزجاج الأمامى أن «الدعاية قد تؤدى إلى الموت أحياناً»، ولم يرد إلى ذهنه أن ذلك «البوستر» قد ينزعه الهواء فيلتصق بالزجاج ويحجب الرؤية عنه ليصطدم بسيارة نقل كانت تسبقه. هذه رواية شهود العيان على الحادث المروع الذى وقع الاثنين الماضى، وأودى بحياة 8 أشخاص على طريق «حلوان - بنى سويف» فى اتجاه مدينة أطفيح.
الرواية نفسها تداولها المعزون الذين ترددوا على سرادقات العزاء فى المدينة، مؤكدين أن السائق ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهو مَن وضع «بوستر مرسى» على مقدمة السيارة، وأنه كان ملصقاً بـ»شريط لحام ضعيف من البلاستيك» ليتسبب بذلك فى اصطدام «الميكروباص» بسيارة نقل، وما فاقم الحادث أن الطريق كان معتماً، من منطقة «الكمين الأمنى فى «التبين»، حتى نهايته على مسافة 80 كيلو متراً.
لم تخل أحاديث الأهالى من اسم ناصر سليمان، الذى تخرج، منذ أيام، فى كلية الطب، وكان عائداً أثناء الحادث إلى منزله بعد استلام خطاب التعيين.. «ناصر» الذى كان يقيم فى منطقة العرب فى أطفيح ترك زوجته بعد أسبوع واحد من زاوجهما.
وقال والده وهو يغالب دموعه: «ابنى كان عمره 25 عاماً، ولم يخرج من المنزل إلا لاستلام خطاب التعيين، بعد أن اتصل به أحد زملائه فى كلية الطب وأخبره بضرورة الذهاب إلى مديرية الصحة فى الجيزة لاستلام خطاب التعيين لكنه مات، وأقمنا له سرادق العزاء فى المكان نفسه الذى أقمنا فيه فرحه قبل أسبوع». أما والدة ناصر فلا تزال فى حالة غيبوبة منذ سماعها خبر وفاته، ولم تتمكن زوجته من الحديث، بسبب الحالة النفسية السيئة التى ألمت بها.
على بعد كيلو مترات قليلة من سرادق عزاء الدكتور ناصر، أقامت أسرة خليل محمد محمد، سرادق العزاء الخاص بابنها البالغ من العمر 36 سنة، متزوج وله 4 أطفال؛ ثلاثة أولاد وبنت، أكبرهم فى الصف الأول الابتدائى، وكان يقيم مع والدته وأخواته البنات الخمس، باعتباره المسئول عنهن، بعد وفاة والده. [Image_1]
أسرة «صلاح إبراهيم»، المتوفى المسيحى جراء الحادث، أقامت أيضاً سرادق عزاء له. وقال نجله الأكبر أيمن: «والدى مساعد شرطة، فى إدارة حراسة المنشآت بمديرية أمن الجيزة منذ أكثر من 30 سنة، وكانت خدمته اليومية حراسة مجلس الدولة، وعمره 60 سنة ، وكان من المفترض أن يخرج إلى المعاش بعد أسابيع قليلة، لكنه بدلاً من الاستراحة من عمله الشاق استراح من الدنيا كلها»