بروفايل: «جمعة».. الخطة الخمسية
صورة تعبيرية
ضرب بكل انتقادات الأزهر وعلمائه لقضية الخطبة الموحدة عرض الحائط، إذ لا يزال مختار جمعة، وزير الأوقاف، متمسكاً برؤيته فى تجديد الخطاب الدينى والمنهج الذى وضعه لوقف سيطرة السلفيين والمتشددين على المساجد، بل إنه جمع عدداً ضخماً من الخطب الموضوعة سلفاً، يكفى لخمس سنوات مقبلة، بعدما جلس لساعات طويلة مع لجنة شكّلها لتنفيذ توصيات الرئيس التى دعا لها فى المولد النبوى، ليضعها جميعاً فى ظرف مكتوب عليه «قوائم خطب الجمعة»، وعزم على عرضها على «السيسى»، غافلاً عن انتقاد الأخير لأدائه فى الفترة الماضية.
لم يجد الشيخ الذى يجلس على كرسى الوزارة غضاضة فى أن يعلن تفاصيل خطة خطب الجمعة التى أعدها، على العكس، قال إنها تشمل 54 موضوعاً للعام الأول، ما سماه الوزير «خطة قصيرة المدى»، و270 موضوعاً لمدة خمس سنوات أطلق عليها «الخطة متوسطة المدى»، غير مبالٍ بانتقاد البعض له لتجهيزه خطباً لخمس سنوات كأنها شريعة للمنابر، بررها، بأن «اللجنة تقوم بإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمع بما يتوافق مع روح العصر من قضايا».
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذى تولى منصبه فى فترة عصيبة بعد ثورة 30 يونيو، عمل على ترسيخ مقعده فى الوزارة، فسارع للسيطرة على المنابر والمساجد، كما ألغى الكتاتيب ومراكز التحفيظ، وألغى التراخيص لمشايخ السلفية، واستبدل بهم بخطباء مكافأة ظناً منه أنه أنهى الأزمة، لكنهم تحولوا لقنبلة موقوتة فى وجهه، حين تظاهروا ضده أكثر من مرة طلباً للتعيين ورفضاً لتعامل الوزارة معهم، فسارع لاسترضائهم بمسابقات لتحسين الأجور ووعود بالتعيين فى المسابقات التى تجريها الوزارة.
حمل الوزير ملف تجديد الخطاب الدينى على كتفيه، فعمل على توحيد خطب الجمعة بعد شهور قليلة من توليه المنصب، مسارعاً فى بداية عام 2014 لتطبيقها، وهو ما أشعل من جديد صراعات الوزير مع مشيخة الأزهر، وهى الصراعات المتجددة طيلة فترة توليه الوزارة، خاصة فى ظل تحركاته المنفردة لتجديد الخطاب الدينى، وهو ما أبعده عن تجديدات المكتب الفنى لشيخ الأزهر، التى رد عليها «جمعة» بإقصاء قيادات الأزهر عن عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
الوزير، صاحب الواحد والخمسين عاماً، شغل منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامى والرابطة العالمية لخريجى الأزهر، وله مؤلفات عديدة فى الأدب والشعر والنقد الأدبى، وتولى منصبه خلفاً للدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف فى عهد الإخوان.