"ترامب ميكس".. التصريح وعكسه وقرارات رئاسية تتحطم على عتبات المحاكم
دونالد ترامب
نادرا ما يخطئ أو يتراجع سياسي خلال حديثه أمام وسائل الإعلام، إلا أن ما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خرق به القواعد والأعراف المنصوص عليها، وذلك ما ظهر جليا قبيل فوزه برئاسة أمريكا في الانتخابات، التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ففي سياساته الخارجية قال في إحدى خطاباته معلومات مغلوطة جاء أبرزها وقوعه في خطأ يتعلق بتاريخ هجمات 11 سبتمبر أثناء حديثه في مؤتمره الانتخابي بمدينة بوفالو الأمريكية وخلط بين 11 سبتمبر و7 سبتمبر، بخلاف استعانة حملة ترامب بفيديو للحدود المغربية بدلا من المكسيكية، عند حديثه عن دعواته لمنع دخول المكسيكيين إلى أمريكا.
لم يأخذ الجدار الفاصل الذي تحدث عنه ترامب بين المكسيك والولايات المتحدة مأخذ الجد، فقد وقع في 25 يناير الجاري عقب فوزه برئاسة أمريكا ترامب فرمانا ببناء جدار فورا على حدود المكسيك، وأعلن إلزام المكسيكيين بتحمل تكلفة بنائه، الأمر الذي لم ينفذه الرئيس المكسيكي ورد بأن بلاده لن تدفع لبناء أي جدار، وألغى زيارته إلى البيت الأبيض وبعد مرور أكثر من 4 أشهر لم تظهر أي بوادر لبناء ذلك الجدار.
وفي 27 يناير 2017 أصدر ترامب الفرمان الذي حمل رقم 13769 بعنوان "حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب" إلى الولايات المتحدة ومنع مواطني 7 دول ذات الأغلبية المسلمة من الدخول لأمريكا بمن فيهم من يحمل بطاقة الإقامة الخضراء، حيث عمت الاحتجاجات في أمريكا والعالم على هذا القرار، وعلقت المحاكم الأمريكية القرار واستأنف على تعليق القرار وخسر مرة أخرى، حتى قال ردا على خسارته في 15 مارس "سأراكم في المحكمة" وذلك بعد أن أكدت المحاكم الأمريكية أن ذلك الفرمان يمارس العنصرية ضد المسلمين.
وبخصوص "قانون أوباما" للرعاية الصحية كثيرا ما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مؤتمر إلغاء أو استبدال قانون أوباما للرعاية الصحية، حتى خرج في لقاء له بعد ذلك قائلا: "لم أقل أبدا بإلغاء واستبدال قانون أوباما ولقد استمعتم إلى خطاباتي ولم أقل أبدا إلغائه واستبداله في 64 يوم"، وفي 24 مارس هزم ترامب بسبب "قانون أوباما" للرعاية الصحية وذلك رغم سيطرة حزبة على مجلسي النواب والشيوخ.
لم تقتصر أخطاء ترامب حول زلات اللسان فقط، ففي 13 فبراير أجبر مايكل فلين مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي على تقديم استقالة بعد كذبه بشأن لقاءات سرية مع مسؤولين روس، بينما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي في 20 مارس فتح تحقيق مع إدارة ترامب بشأن الاتصالات مع روسيا.
وعن الوضع مع حلف شمال الأطلسي، أكد ترامب مسبقا أن أمريكا تفكر جديا في سحب دعمها من التحالف، وتدرس فكرة الانسحاب من كوريا الجنوبية، ولكن مؤخرًا أكد مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، أن ترامب تعهد لهم بالتزامه بالدفاع عن كوريا الجنوبية ضمن إطار التحالف القائم، وتراجع بعد ذلك عن تصريحاته المثيرة للجدل والتي أطلقها خلال حملته الانتخابية حينما وصف حلف شمال الأطلسي بأنه مؤسسة "بالية"، وقال عند لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في مؤتمر صحفي مشترك أن الحلف بات "حصنا للسلام والأمن العالميين".