خبير اقتصاد تركي: تراجع شعبية "مرسي" سببها فشله في تشكيل حكومة تجمع اتجاهات سياسية أوسع
ذكر الخبير الاقتصادي التركي، جوفان صاك، في مقال بصحيفة "حرييت ديلي نيوز" أن تراجع شعبية الرئيس محمد مرسي والمظاهرات التي دعت المعارضة لتنظيمها ضده على الرغم من كونه أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، يرجع إلى فشله في تشكيل حكومة تجمع اتجاهات سياسية أوسع، وهو أمر حيوي لمعالجة الاستقطاب السياسي الذي تشهده مصر.
وأشار صاك، وهو أيضا عميد جامعة اتحاد الغرف الصناعية والتجارية التركية، إلى أن هناك سببا آخر وهو عدم قيام الرئيس بالتعامل مع القواعد المختلفة للاقتصاد المصري من خلال طرح مشروع اصلاح اقتصادي، حيث ما زالت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي متعثرة، وتعاني مصر من نقص غير مسبوق في الطاقة الكهربائية، فضلا عن تدني مستوى الخدمات العامة.
ويدلل الكاتب على سوء حالة الاقتصاد المصري بوضع الموازنة العامة للدولة، التي يوجه ربعها للدعم وربعها الثاني لتغطية مرتبات ما يزيد عن ستة ملايين من موظفي الدولة، فيما يذهب ربعها الثالث لتغطية خدمة الديون، ليتبقى الربع الأخير لصالح الخدمات العامة التي تقدمها الدولة، مع ملاحظة أن هذا الربع الأخير يوازي حجم العجز في الميزانية، بما يضطر الدولة للجوء لمزيد من الاستدانة، وهو ما يمثل موقفا ماليا مهتزا.
ويوضح الكاتب أنه بالنسبة للدعم فإن الكل في مصر يعلم أن نظام الدعم لا بد من إصلاحه، فعلى سبيل المثال يتمثل ربع الصادرات المصرية في الأسمنت والأسمدة، وهي سلع كثيفة الاستخدام للطاقة، بما يجعل من دعم الطاقة الذي تقوم الحكومة بتوفيره للمصانع المنتجة لتلك السلع، هو في الحقيقة دعم من قبل مصر التي تعاني من مشاكل اقتصادية جمة لدول شمال المتوسط الغنية، وهي المستورد الرئيسي لتلك السلع.
وأضاف صاك أنه على الرغم من إعلان النية عن مراجعة منظومة الدعم في مصر فإن هذا التوجه لم يتم تطبيقه على أرض الواقع بما يشير بوضوح لمعاناة مصر من ضعف مؤسسي وإداري واضح.