«عم صابر» سمى الفسيخ «جنينة» وبيحلم يبيعه على عربية «بايك».. برضه ريحته فيه
«صابر» أمام عربة الفسيخ
على غير عادة عربات الطعام المتنقلة بأشكالها المختلفة والتى انتشرت فى الشوارع لتقديم أنواع مختلفة من الوجبات للمارة، وقف صابر مرزوق ممسكاً فى يده «فسيخة»، حيث اختار أن يبيع جميع أنواع الملوحة وهو واقف أمام العربة بمنطقة بولاق الدكرور.
يلفت «صابر» انتباه الغرباء عن المنطقة بسبب غرابة بيع فسيخ على عربة، فيبتسم لهم ويردد: «محدش بيخاف ياخد منى، أنا معروف هنا ومعايا شهادة صحية، والناس هنا مطبعين عليا وعارفين شغلى كويس»، أما أهالى المنطقة فيعرفونه جيداً، وحفظوا هيئته ووقفته وهو يرتدى نظارته الطبية الكبيرة، ممسكاً الفسيخة طوال مدة وقوفه من التاسعة صباحاً وحتى وقت المغربية. أسعاره: 70 جنيهاً للفسيخ، 90 للبورى البلدى، 100 جنيه للملوحة الجزل: «عارف الدنيا غالية على الكل، بس فيه ناس بتيجى تشترى منى بخمسة جنيه فسيخ، وبديها علبة على قد التمن، وناس مش معاها بتاخد عادى، كل واحد على قد مقدرته».
يحتفظ بلهجته الصعيدية وهو يحكى للناس عن سر حب المصريين للفسيخ: «إحنا الفراعنة، والقدماء المصريين كانوا يدفنوا السمك فى الرملة، وأول ما يستوى يطلعوه وياكلوا منه».
يأتيه زبون يطلب منه واحدة، فيقوم الرجل الستينى بتنظيفها وتقطيعها وعصر الليمون عليها وتقديمها له، أما زبائنه، بحسب قوله، فمن كل الطبقات والأعمار: «أكلة كل الناس، عمال وغلابة، والمبسوطين والغنى والفقير». يحلم «صابر» بأن يقوم بتطوير عربته لتكون مثل عربات الطعام الجديدة التى يملكها الشباب: «الشباب عاملين حاجات حلوة أوى وجميلة، بس فين اللى يديهالى، نفسى أبقى أحسن عربية فى مصر». أطلق على عربته اسم «الجنينة»، والسبب: «عشان الناس تاخده وبتحب تاكله فى الجناين»، وأحياناً يقف بالأيام دون بيع، يردد: «الأرزاق على الله».
وعلى الرغم من حبه الشديد للملوحة، فإنه محروم منها بسبب الأملاح المتراكمة على كليته: «لكن ساعات نفسى تهفنى فأطلّع حتة وآكلها».