حجاج الجنوب الليبي.. إغلاق المطارات يجبرهم على مخاطر الطرق البرية
حجاج ليبيا
لم تبدأ مراسم الحج حتى الآن، إلا أن معاناة حجاج ليبيا، وبخاصة كبار السن منهم والقادمين من المناطق الجنوبية، بدأت لحظة مغادرة منازلهم قاصدين الأراضي المقدسة.
الحرب والصراعات غيرت ملامح رحلة الحج، بعد غلق العديد من المطارات، زاد عليها قرارات صادرة، تمنع السماح لهم باصطحاب مرافقين مع فئة كبار السن الذين يتجاوزون 80 عاما، فما كان منهم إلا أن تحملوا مشقة الطريق بأنفسهم دون مساعدة من أحد.
قضي الأمر، وسافر الحجاج متجاوزين حدود البلدين، بينما يترقب ذويهم أخبارهم للاطمئنان عليهم بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، من صعوبة الطريق دون مرافق.
تزداد معاناة حجاج الجنوب الليبي عن غيرهم، فمنطقتهم تشهد صراعات، ما يجعل رحلتهم البرية التي يقطعونها قبل الوصول إلى أقرب مطار جوي، محفوفة بالمخاطر، على عكس ما كانت رحلة الحج قديما.
وحسب قول أحمد القطعاني، أحد سكان مدينة سبها الجنوبية في ليبيا،: "كان الحجاج يخرجون من مطار سبها إلى مطار جدة مباشرة، ولكن هذا العام سافرت والدته لأداء فريضة الحج هذا العام، واضطرت لقطع مسافة كبيرة حتى وصلت إلى مطار طرابس".
القطعاني، الذي تبلغ والدته من العمر 88 عاما، وصف في حديثه لـ"الوطن"، الطريق الذي يقطعه حجاج منطقة سبها الجنوبية، قائلا: "بسبب غلق مطار سبها بيسافروا الحجاج لمطار مصراتة عبر طريق صحراوي مقطوع، فيه مخاطر وخوف، بسبب اشتباكات الإرهابيين والعصابات المسلحة، يستغرق ساعات طويلة، ولكن الحمد لله عدت والدتي بسلام تحت حماية الأمن".
من مطار بنغازي سافر "فيصل فرج" ووالدته "غزالة عثمان"، لأداء فريضة الحج هذا العام، بعد فوزهما بقرعة الحج، التي فتحت أبوابها للتقديم في أبريل الماضي.
وأكد أنه لحسن حظه، أنه من سكان مدينة بنغازي، فرحلة الحج منها، ليست صعبة عليه، كما هو الحال بالنسبة لسكان منطقة الجنوب، وحسب قول فيصل: "هذا العام، السفر أفضل بكثير، ووزارة الأوقاف وفرت لنا وجبات ومياه شرب بالطريق".
وتابع فيصل: "ارتفعت رسوم الحج هذا العام قليلا عن الأعوام الماضية"، مستطردا: "الظروف اللي بتمر بالبلد وبالعالم كله رفعت سعر الحج كتير عن العام الماضي 10 آلاف دينار لكل حاج، لكن الحكومة الحمد لله ساهمت بجزء منها، والوضع أفضل من الفترات السابقة وقت الأزمات اللي مرت بيها البلد".