جَزّارة بالـ«بكالوريوس»: سيبى الساطور اللى فى إيدك يا رشا
«رشا» جَزّارة فى محل ورثته عن والدها
يقف أمامها عشرات الرجال مصطفين فى طابور طويل، يحدقون فى يدها التى تحمل الساطور لتقطيع اللحم وبيعه لزبائنها الذين يتوافدون عليها منذ الصباح الباكر، مشهد اعتاد عليه الكثيرون، وأصبح مألوفاً بالنسبة لهم، لكنه ما زال يسترعى انتباههم.
فى سوق محطة مصر بوسط الإسكندرية، تقف المعلمة «رشا»، الحاصلة على بكالوريوس تجارة، ساعات طويلة على قدمَيها لتلبّى طلبات زبائنها فى موسم عيد الأضحى، تعمل وتوجّه عدداً من المساعدين لها فى محل الجزارة الذى ورثته عن والدها، وقررت العمل فى هذه المهنة رغم حصولها على مؤهل جامعى: «أنا وارثة المهنة أباً عن جد، وبحب شغلى». للمعلمة «رشا» شهرة واسعة بين أبناء المنطقة، وتحظى بحب وتقدير منهم، ويفخر ابناها بها، على الرغم من بُعدهما عن مهنة الجزارة. حديث مطوّل يدور بينها وبين الزبائن، تؤكد لهم أثناء تقطيع اللحم، أنه لا فرق بين الرجل والمرأة، وأن السيدات قادرات على العمل فى أى مجال، حتى لو كان العمل يحتاج إلى قوة بدنية: «لما ينوى العبد، ربنا بيوهبه القوة وبيديله طاقة، طول ما بيراعى ربنا، يبقى ربنا هيكرمه».
ترتدى المعلمة «رشا» ملابس عادية نظيفة، لا تخصص زياً للعمل وهى داخل الجزارة، الكثير من الزبائن يأتون لها خصيصاً من كل أنحاء الإسكندرية: «الناس بتجيلى من كل مكان، علشان عارفين إن المحل نضيف، وعارفين إن اللحوم مصدرها وزارة الزراعة»، بالإضافة للمعاملة الحسنة وسرعة تسليم طلب الزبون.