يوميات امرأة عاملة.. "أنا أم دكتاتورية"
الامتحانات على الأبواب، لذا أعلنت حالة الطوارىء، وقللت من أوقات الجلوس أمام الكمبيوتر والتليفزيون، وسط معارضة شديدة من أولادي، الذين يرون أنني أم ديكتاتورية، ويلوحون بالاضراب عن المذاكرة إن استمريت في اتخاذ اجراءاتي الحاسمة؛ لزيادة ساعات المذاكرة، وحصارهم بأسئلتي عن أحوال الدروس والمذاكرة، مع تقليل فرص خروجهم مع أصحابهم، وحظر الخروج من المنزل بعد عودتهم من مدارسهم ودروسهم، والانكفاء على المذاكرة ليل نهار إلى أن تأتي ساعة الامتحان، والتي يكرم فيها المرء أو يهان، "وغالبًا مع عيالي يهان".
ورغم عودتي من العمل متعبة، إلا أن "العسكري"، الذي يسكنني وقت الامتحانات يستيقظ ويتابع مهمته بنشاط، وسط استياء زوجي الذي يفضل عدم التدخل والاكتفاء بالجلوس أمام التليفزيون، يتناول الشاى باستمتاع وهو يشاهد مباريات كرة القدم، ويتظاهر بعدم سماع صراخي "وأنا بأشد في شعري"، بعدما اكتشفت أن صفحات الكتب بيضاء لا قلم فيها، ولم يبق سوى أيام معدودات على الامتحان، لكن أصغرهم طمأنني أنهم تعودوا على الملخصات التي تشرح وتوجز، بدلًا من التوهان في كتب الوزارة المعقدة والطويلة، مثل عنق زرافة.