رئيس نقابة السياحة بعد تحريره: الخاطفون لهجتهم بدوية
قال ممدوح المحمدى رئيس النقابة العامة للسياحة أحد القيادات العمالية الذين كانوا مختطفين وتم تحريرهم الأربعاء الماضى: إن الحادث كان سياسياً لترويع المصريين وبيان الصورة أمام العالم أن مصر بلد غير مستقر، مؤكداً فى الوقت ذاته أن الخاطفين كانوا من بدو سيناء. وأضاف خلال حواره لـ«الوطن»، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، زرع الرعب فى قلوب الخاطفين.
■ ما الذى حدث منذ البداية وأثناء توجهكم إلى مدينة شرم الشيخ لتنظيم مؤتمر عمالى لدعم الدستور؟
- فوجئنا بعد خروجنا أنا وزملائى، بعد مرورنا من البوابة الرئيسية بحوالى 15 كيلو من نفق الشهيد أحمد حمدى بثلاث سيارات دفع رباعى تحاصرنا، واحدة من الخلف والثانية من أمامنا والثالثة كانت تراقب الطريق من الجهة الأخرى، وبعد لحظات أطلقوا عدة أعيرة نارية على الطريق، لإجبارنا على التوقف وبالفعل توقفنا وكانوا ملثمين.
■ ما الذى حدث بعد ذلك؟
- كانت معنا حقيبة بها مبلغ مالى لم يهتموا بها لعدم توقعهم أنها تحتوى على أى مبالغ مالية، ووجهوا أسلحتهم إلينا واقتادونا إلى السيارة التابعة لهم وظلوا يسيرون بنا داخل الصحراء لتأكدهم أن أجهزة الأمن بدأت خطة تعقبهم.
■ هل استقروا بكم فى مكان محدد؟
- لا لم يستقروا بنا فى مكان محدد، بل كانوا يتنقلون بنا أكثر من 3 أو 4 مرات فى اليوم فى عدة أماكن مختلفة، لكن أول يوم قضيناه فى الصحراء، وثانى يوم بدأنا نستقر فى عدة أماكن.
■ كيف كانت لهجتهم؟ وما الحوار الذى دار بينكم وبينهم بعد اختطافكم؟
- كانت لهجتهم بدوية من عرب سيناء لكنهم كانوا يرددون طوال الوقت أنهم من عرب فلسطين وليس من عرب إسرائيل، ورأيى الشخصى أنهم من عرب سيناء، وأول شىء سألونا عنه: هل كنتم ذاهبون لإقامة مؤتمر لدعم الدستور الجديد؟ فأجبنا بنعم، فوجدناهم رفعوا السلاح على رؤوسنا مرة أخرى، وكفّرونا وكفّروا كل من يؤيد الدستور، كما كفروا أفراد الجيش والشرطة، فأكدنا لهم أننا لن نتراجع عن موقفنا، قائلين لهم «ما احنا كده كده عندكم».
■ كم كان عدد الخاطفين؟
- سيارتان بهما 5 أفراد والسيارة الثالثة، ولا أعرف بالضبط عدد من كانوا فيها.
■ كيف حرّروكم؟
- أحب أولاً أن أقول إنهم ليسوا إسلاميين، كما كانوا يدعون وكانوا يقولون إنهم من أنصار بيت المقدس، لكن أحب أن أؤكد لك أنهم جماعة إرهابية لا تعرف شيئاً عن الإسلام وبدأ الأمر بالاتصال بأسرنا وطلبوا فى البداية فدية 5 ملايين، وكنت أخشى على أسرتى من الإقدام على هذا الأمر حتى جاءوا وقالوا لنا إن المفاوضات نجحت، ثم حررونا وتركونا قبل نفق الشهيد أحمد حمدى.
■ ما الذى كانوا يقولونه لكم إذا فشلت المفاوضات؟
- كانوا يقولون لنا إذا فشلت المفاوضات، فغزة أولى بكم، وكانوا يتطرقون بالحديث عن الرئيس المعزول محمد مرسى وأنه «راجع فى ذكرى ثورة يناير»، وسيعود إلى الحكم وستعود الشرعية إلى البلاد مرة أخرى.. فهم يعيشون فى الوهم.
■ هل تطرّقوا بالحديث إلى شخص الفريق السيسى؟
- الوحيد الذى كانوا يخافون ذكر اسمه هو الفريق السيسى الذى أدعو الله أن يحفظه، فهم يكفّرونه ويكفرون رجال الجيش والشرطة ويكفروننا لتأييدنا الدستور وخارطة الطريق.
■ بالنسبة إلى محمد عيسى وكيل وزارة القوى العاملة لماذا لم يتم الإفراج عنه معكم؟
- لأنه لم تدفع له الفدية حتى الآن، وكنا رافضين أنا وزملائى أن نتركه ونعود.
■ هل قال لك أى شىء أثناء إطلاق سراحكم؟
- لم يقل شيئاً سوى أنه مؤمن بالله، محباً لهذا الوطن كان صامداً متماسكاً وأدعو الله أن يعود سالماً.
■ هل ترى أن الحادث كان مادياً فقط أم كان حادثاً سياسياً؟
- أؤكد أنه كان حادثاً سياسياً لإرهابنا وإرهاب المصريين وبيان أن مصر بلد غير مستقر، وأحب أن أوجه التحية إلى الفريق السيسى الذى زرع الرعب فى قلوب هؤلاء الإرهابيين ولجيش مصر العظيم وللاتحاد العام لنقابات عمال مصر.
■ فى البداية، كيف تم القبض عليكم خلال توجهكم لشرم الشيخ؟
- يوم الثلاثاء 7 يناير، كنا فى طريقنا إلى شرم الشيخ لتدشين مؤتمر عمالى لدعم الدستور، وبعد أن غادرنا نفق الشهيد أحمد حمدى، بنحو 5 كيلومترات، لاحظت فى مرآة السيارة التى كنا نستقلها وجود سيارة نصف نقل تتبعنا وكان يستقلها مجموعة أشخاص بدويين، مع وجود سيارة نقل كبيرة أخرى كانت تضيق علينا الطريق من الأمام، ثم بدأت السيارتان فى تضييق الطريق أمام سيارتنا، ثم فوجئنا بنزول أحد أشخاص من السيارة الخلفية ومعه مدفع كبير أطلق منه طلقات نارية فى الهواء، ثم وجهه نحو سيارتنا، حتى تمكنوا من إنزالنا من السيارة تحت تهديد السلاح.
■ وماذا قالوا لكم بعد أن تمكنوا من القبض عليكم؟
- قالوا لنا بالنص إنهم كانوا يمتلكون معلومات عن أسباب ذهابنا إلى سيناء، وإنهم كانوا يتتبعوننا من بداية الطريق، وقبل دخولنا حدود محافظة سيناء أكدوا أنهم يعرفون أن هدف ذهابنا لسيناء هو تدشين مؤتمر لدعم الدستور.
■ هل حدثوكم عن الدستور أو الجيش؟
- نعم، قالوا لنا أفظع الشتائم والسب فى أعضاء لجنة الخمسين وقيادات الجيش والفريق عبدالفتاح السيسى، واتهمونا بالكفر لدعمنا للدستور وللفريق السيسى، ووصفوا الدستور بالكافر لمخالفته الشريعة الإسلامية.
وأكدوا أننا نعمل فى الحرام لمجرد أن نطاق عملنا هو المجال السياحى، فأكدنا لهم أننا نعمل من أجل مصر، فقالوا لنا «أنتم كلاب وكفار»، وأكدوا أنهم يقومون حاليا بتأسيس جيش فى سيناء لمواجهة جيش السيسى، كما وصفوه.
■ وهل حدثوكم عن هويتهم وأسباب القبض عليكم؟
- لم يبلغونا بهويتهم أو جنسيتهم، ولكن كل ما قالوه إنهم يتبعون جماعة «أنصار بيت المقدس» التى أعلنت مسئوليتها عن الحادث، وإنهم قاموا بالقبض علينا لتسليمنا إلى غزة مقابل 6 ملايين جنيه، ولكننا حاولنا أن نفهم من خلال اللغة التى يتحدثون بها أن جنسيتهم فلسطينية.
■ وكيف تم تسليم الفدية لهم؟
- قامت زوجتى بجمع 152 ألف جنيه، وأبلغوها بالمجىء وحدها بعيداً عن أعين الأمن، وأوضحوا لها أن تنتظرهم فى كافتيريا قبل نفق الشهيد أحمد حمدى، وأن تكون هى الوسيط مع أسر القيادات الآخرين المخطوفين، وأن تتسلم منهم المبالغ، إلا أن تسليم الفدية تم فى مكان آخر بعيداً عن الكافتيريا بسبب قرب الكافتيريا من أخطر كمين للجيش على مستوى محافظة سيناء، على حد قولهم لنا، وكان مع زوجتى فى ذلك الوقت 452 ألف جنيه بعد استلامها المبالغ من الأسر الأخرى، وحين تم استلام الفدية لم يحررونا إلا بعد أن غادرت زوجتى وبعدت عن كمين الجيش، وحين تأكدوا من ذلك، أطلقونا فى الجبل، وأعطونا هاتفا للاتصال بزوجتى لمعرفة كيفية الوصول لها، وحينها لم تكن تعلم زوجتى معالم الطريق فاقتربت من كمين للجيش وأبلغت أحد الضباط به بالواقعة، وقام الضابط بالتواصل معنا وإبلاغنا بمعالم الطريق حتى تمكنا من الوصول لهم.
■ ولماذا لم يتم الإفراج عن محمد عيسى وكيل وزارة القوى العاملة؟
- لأن أسرة محمد عيسى لم تستطع جمع سوى 50 ألف جنيه فقط، ولكنهم أصروا على 150 ألفا، وأبلغوا زوجتى أن تقول لأسرة محمد عيسى أنهم رفعوا قيمة الفدية إلى 300 ألف جنيه لعدم التزامهم بميعاد التسليم وبالمبلغ المحدد.