بعد ترشح بوتفليقة رسميا لولاية خامسة.. تعرف على أطول الرؤساء حكما
مظاهرات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة
في ظل استمرار التظاهر بوسط الجزائر العاصمة ومناطق أخرى، احتجاجا على تقديم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملف ترشحه رسميا إلى الانتخابات الرئاسية لولاية خامسة، نستعرض أشهر الرؤساء الذين قضوا سنوات طويلة في مناصبهم:
عبدالعزيز بوتفليقة - الجزائر:
ولد عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من مارس 1937 لأب وأم جزائريين، في مدينة وجدة المغربية التي عاش فيها حتى أنهى دراسته الثانوية.وفي عام 1956، تخلى عن الدراسة ليلتحق بجيش التحرير الوطني وهو في سن الـ19. وانخرط بوتفليقة في القتال على العديد من الجبهات المشتعلة، وسرعان ما تبوأ مناصب رفيعة في قيادة ثورة التحرير الجزائرية.
في عام 1999، تقدم بوتفليقة مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية بعد استقالة الرئيس اليامين زروال، وانسحب منافسوه الستة بسبب تهم بالتزوير، فخاض الانتخابات مرشحا وحيدا. وفي أبريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية، واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس. وحصل بوتفليقة على 84.99% من أصوات الناخبين.
في 26 نوفمبر 2005، تعرض بوتفليقة لوعكة صحية نُقل على إثرها إلى المستشفى العسكري الفرنسي "فال دوجراس"، حيث مكث شهرا وخمسة أيام، أجرى خلالها عملية جراحية، ثم تم إقرار تعديل دستوري عام 2008، ألغى حصر الرئاسة في ولايتين. ولقي التعديل انتقادات واسعة، واعتبره معارضوه مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة،وفي 27 من أبريل 2013، أصيب بجلطة دماغية، نُقل على إثرها إلى المستشفى الفرنسي نفسه. رغم ذلك، ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة عام 2014، وفاز بها بنسبة 81.53 % من الأصوات، بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون حزبيون. وفي فبراير 2016، صادق البرلمان الجزائري على تعديل دستوري آخر، عاد فيه بوتفليقة إلى تحديد رئاسة الجمهورية في ولايتين على الأكثر.
عمر البشير- السودان:
ولد عمر حسن أحمد البشير عام 1944 في قرية صغيرة تسمى "حوش بانقا" التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه. وقام بانقلاب عسكري على الحكومة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الصادق المهدي في عام 1989 وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وهو العام نفسه الذي تقلد فيه منصب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية السودانية معاً. ومع نهاية عام 2018، قضى البشير أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث وهو 29 عاما. ومنذ ذلك الانقلاب، لم تتم أي انتخابات رئاسية حتى عام 2010 الذي فاز فيها البشير بعد أن انسحبت المعارضة من تلك الانتخابات.
وتعرض البشير لكثير من الانتقادات من قبل المنظمات الإنسانية، إذ تلاحقه المحكمة الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه لا يزال يجري زيارات رسمية إلى البلدان العربية والإفريقية متحدياً قرار المحكمة.في سبتمبر 2013، بعد احتجاجات شعبية واسعة في السودان، أعلن البشير وقتها لشعبه عن عدم رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015. لكنه لم يفِ بوعده، وليس لدى البشير أطفال رغم زواجه مرتين.
السلطان قابوس بن سعيد - سلطنة عمان:
في 18 نوفمبر 1940، ولد السلطان قابوس بن سعيد في مدينة صلالة في محافظة ظفار، جنوب سلطنة عمان، وكان الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، وتلقى دروس المرحلتين الابتدائية والثانوية في صلالة، وأرسله والده إلى بريطانيا حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة سافوك، ثم تخرّج في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية في بريطانيا، برتبة ملازم ثان، وانضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري. في 23 يوليو من عام 1970، تولى السلطان قابوس الحكم خلفا لوالده الذي يقال إنه تنازل عن الحكم وغادر عمان إلى بريطانيا وأقام فيها حتى توفي عام 1972، ودفن هناك.
تقلّد السلطان قابوس أغلب المناصب في عُمان، فهو سلطان البلاد، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير المالية، ووزير الشؤون الخارجية، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط، ورئيس البنك المركزي. ومنذ توليه الحكم دخل في تنفيذ مشاريع تنموية عديدة لرفع مستوى معيشة المواطن العماني، ففتح المدارس التي كانت ثلاث مدارس فقط في بداية عام 1970، وبنى المستشفيات التي كانت لا تزيد على مستشفيين فقط في مسقط وصلالة. وكان السلطان قابوس بن سعيد، من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي عام 1981، وأنشأ أول دار للأوبرا في دول الخليج. وليس للسلطان قابوس أخ أو أبناء، وقد طلق زوجته بعد زواج لم يدم طويلا.
يوري موسيفيني - أوغندا:
ولد يوري كاجوتا موسيفيني يوم 15 أغسطس 1944 في بلدة نتونكامو جنوب غربي أوغندا، وبعد إتمام دراسته الأساسية في أوغندا، انتقل موسيفيني عام 1967 إلى جامعة دار السلام بتنزانيا، حيث درس الاقتصاد والعلوم السياسية، وعرف عنه توجهه الماركسي حينئذ. وخلال دراسته الجامعية، أسس موسيفيني تنظيم جبهة الطلاب الثوريين الأفارقة، وترأس وفدا لزيارة جبهة تحرير موزمبيق، وخضع مع رفاقه لدورات تدريبية عسكرية مكثفة في مجال حرب العصابات، وبعد تخرجه عام 1970، التحق موسيفيني بالمخابرات الأوغندية في عهد الرئيس أبولو ميلتون أوبوتي. وبدأ حياته مقاتلا في مجموعات مسلحة ضد حكم الرئيس عيدي أمين وضد جيش الرب، وسيطرت مجموعاته المسلحة على العاصمة كمبالا ونصب رئيسا للبلاد عام 1986، واختير رئيسا للبلاد لمرات عدة في انتخابات شهدت جدلا، كما اتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي 2001 فاز موسيفيني بالرئاسيات مجددا بنسبة 69% من الأصوات، وهو سيناريو تكرر عام 2006 بـ59% من الأصوات، واستمر بنسب متقاربة في انتخابات 2011 و2016. وفاجأ يوري موسيفيني الجميع مع بداية يناير 2018 بإصداره قانونا يدخل تعديلا دستوريا يلغي الحد الأقصى لسن الترشح للرئاسة في بلاده، بغرض التمهيد لترشحه لولاية سادسة في الاقتراع المقرر عام 2021.
إدريس دبّي - تشاد:
هو رابع رئيس في تاريخ تشاد، تولى الرئاسة سنة 1991 بعد طرد الرئيس السابق حسين حبري من الحكم، رغم كونه شريكا له في الانقلاب على الرئيس السابق جوكوني عويدي. عدل الدستور بهدف الاستمرار في الحكم مدة أطول.
ولد إدريس دبّي إتنو عام 1952 في مدينة فادا بجمهورية تشاد، لأسرة تنتمي إلى قبيلة الزغاوة الموجودة في كل من تشاد والسودان، والتحق بالمدرسة الفرنسية في فادا ثم دخل الثانوية الفرنسية العربية في آبش، وحصل على الثانوية العامة. ثم درس في كلية الضباط بالعاصمة أنجمينا، وأرسل إلى فرنسا حيث تخرج طيارا سنة 1976، وحصل على شهادة المظليين ثم عاد إلى بلده عام 1976.
عينه الرئيس التشادي السابق حسين حبري قائدا عاما للقوات التشادية، ثم مستشارا رئاسيا للشؤون العسكرية. وبعد اختلافهما أسس دبي حركة مسلحة سماها "حركة الإنقاذ الوطني" وأطاح بحبري ثم تولى الرئاسة في فبراير1991. ووصف البعض وصوله إلى الحكم بأنه فترة انتقالية بين الدكتاتورية والديمقراطية، لكن الحكم الانتقالي تحول إلى وضع دائم بعد إعادة انتخابه لولاية رابعة عام 2011 في انتخابات قاطعتها المعارضة بحجة غياب الشفافية ورفض الحكومة مراجعة سجل الناخبين.
أسياس أفورقي - أرتريا:
ولد في الثاني من فبراير 1946 في العاصمة الإريترية أسمرة، ودرس الهندسة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1965، لكنه تخلى عنها عام 1966 وغادر إلى كسلا، حيث انضم أفورقي إلى "جبهة تحرير إريتريا" عام 1966، التي قادت الكفاح من أجل استقلال البلاد عن الاستعمار الإيطالي، ثم التحق "بالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا"، وتلقى حينها تدريبا عسكريا في الصين. والتحق عام 1972 بالجناح المنفصل عن "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا"، الذي حمل اسم "قوات التحرير الشعبية الإريترية"، لكنه انشق عنها ليكون مع أصدقاء ومقربين منه "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا عام 1977.
عين عام 1987 أمينا عاما للجبهة الشعبية الإريترية، التي تمكنت بحلول 14 مايو 1991 من السيطرة على معظم الأراضي الإريترية، ودخلت بعض وحداتها العاصمة أسمرة.قاد كفاح بلاده للاستقلال عن إثيوبيا عام 1991، وتولى منصب الرئاسة منذ عام 1993، وانتخب أفورقي عام 1994 رئيسا للجمعية الوطنية، وفي اليوم نفسه انتخب رئيسا للبلاد من قبل أعضاء الجمعية الوطنية. وفي فبراير تحولت "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا" إلى حزب سياسي يدعى "الجبهة الشعبية من أجل الديمقراطية والعدالة"، وبقي هو أمينه العام. بعد وصوله إلى السلطة، أبقى أفورقي على سياسة الحزب الواحد، ورفض إجراء انتخابات حرة تمهد الطريق أمام تحول ديمقراطي حقيقي، وهيمن على مقاليد السلطة في البلاد، وكان من المقرر إجراء الانتخابات عام 1997 لكنها لم تجر. في يناير 2013 حيث حاصرت مصفحات تابعة للجيش الإريتري وزارة الإعلام في أسمرة، بعد ساعات على اقتحامها من قبل مئتي عسكري، في ما اعتبر محاولة انقلابية ضد الرئيس.