مهندس كيميائي يصالح "المكس" بـ"الفن" ويفتتح معرضا للوحات الزيتية
محمد عادل
بعد ساعات من التجول في شوارع منطقة المكس، غرب الإسكندرية، والاستمتاع بمناظر العقارات القديمة والصيادين، يجلس محمد عادل، صاحب الـ 35 عاما، على مقعد خشبي داخل معرضه المطل على كورنيش البحر، ممسكًا بيده اليمنى ريشته ليغمسها في الألوان الزيتية ليبرع في الرسم، بالإضافة إلى إعداده البراويز الخشبية والأطر المختلفة الأشكال، ليجسد المشاهد التي التقطتها عيناه.
ويحكي "عادل"، مهندس كيميائي، أنه افتتح معرضة قبل عاما، مشيرًا إلى أنه أثناء دراسته بهندسة الإسكندرية، بدأ ولعه بالفن التشكيلي، حتى أتقنه وتدرب على فنون الرسم من خلال مواقع التعليم الإلكترونية، ويقول: "أنا سيبت كارير الهندسة من 10 سنين، ولقيت نفسي بنسحب لطريق الفن، وأخدت كورسات بشكل متواصل فيه عن طريق الأون لاين، وحابب الفن الغربي أكتر".
يستغرق في تصميم اللوحة الزيتية الواحدة المصنوعة من قماش الـ"كانفس"، نحو 10 ساعات متواصلة، ويضيف "عادل" لـ"الوطن"، أنه فضل منطقة المكس في ممارسة الفن وعرض لوحاته ليجسد رحلة الصيادين، ومعاناتهم اليومية بحثا عن الرزق. ويردف: "أنا مولود هنا، وعملت المعرض في المكس، عشان أتعلم وأجسد ما تعلمته بسرعة في رسم لوحات معبرة عن الطبيعة الساحلية من الفنار وشكل البيوت، والحياة والانفعالات"، وأعرب عن شعوره بالراحة النفسية لممارسة الرسم بالمعرض منوها أنه يحيط به رائحة البحر، والمناظر الطبيعية والمراكب والأشرعة.
يبيع اللوحة الواحدة بأسعار متفاوتة، فيبدأ ثمنها بـ500 جنيه فأكثر، موضحًا بأن هناك إقبال من الصيادين على شراء تلك اللوحات بالرغم من ضيق اليد، ويتابع: "أنا برسم بناء على طلبات، والصياد هنا مثقف وبيحب الفن جدا، ولقيت ناس متفاجئة شوية"، فيما يقول إن الطبيعة أضفت من روحها على أذواق الصيادين وحبهم للفنون المختلفة من الرسم والاستماع إلى الموسيقى التراثية، ومشاهدة أفلام الأبيض والأسود.
ويتابع أن الصيادين يشعرون بأهميتهم عند تجسيد رحلتهم في الصيد، بدءا من رسم بيوتهم المطلة على بحيرة الخندق، بجانب رسم أدواتهم من المراكب، وصنّارة الصيد، والشباك، حتى فرحتهم بصيد الأسماك بأنواعها المختلفة.
ويحلم "عادل"، أن يؤسس لنفسه مدرسة في تعليم الأطفال وأبناء الصيادين بالمنطقة فنون الرسم المختلفة، وعقد ورش تدريبية: "أنا نفسي كل طفل هنا يعبر عن الطبيعة اللي ربنا وهبه بيها من خلال الرسم، ويعرف قيمة المكس"، حيث يجد في ذلك إحياءً للتراث القديم المهمش.