"مركز الكلى بسنهور".. أنشأوه الأهالي بـ 12 مليون جنيه للعلاج بالمجان
مركز الغسيل الكلوى بسنهور المدينة
حلم ظل يراود أهالي أكبر قرية على مستوى محافظة كفر الشيخ، والثانية على مستوى الجمهورية من حيث عدد السكان، لسبعة أعوام حتى تحقق، أنشؤوا أكبر مركز للغسيل الكلوي بالجهود الذاتية، وجهزوه بأحدث الأجهزة طبقًا للمواصفات العالمية، فأصبح يضاهي أكبر المستشفيات المتخصصة. لم ييأس الأهالي من "اللف" على مكاتب وزارة الصحة والمديرية بكفر الشيخ، طوال هذه السنوات، حتى حققوا حلمهم بعد ملاحظتهم تزايد أعداد مرضى"الفشل الكلوي"، بالقرية وتوابعها، وزيادة معاناتهم خاصة في فصل الشتاء، فمجموعة من الأهالي اجتمعوا في أحد الأيام، وفكروا في تحويل جزء من مستشفى وحدة طب الأسرة أو استغلال الجزء الفضاء بها في إنشاء المركز، كانت مجرد فكرة صحبتها حلم كبير، تمنوا تحقيقه.
المركز يحل مشكلة نقص ماكينات الغسيل الكلوي.. المرضى:"رحمنا من العذاب وخفف العبء"
محمد عيسى، موظف بالجهاز المركزي للمحاسبات، وصاحب المبادرة، قال في 2012 وجدنا أن أعداد مرضى الفشل الكلوي، ففكرنا في إنشاء مركز متخصص، لتخفيف العبء عن المرضى الذين يسافرون الى دسوق ودمنهور وكفر الشيخ، للبحث عن أماكن للغسيل، وبعلاقتي مع الدكتورة لميس المعداوي، وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ السابقة، اقترحت عليها الأمر فوافقت من حيث المبدأ وبدأت في تشكيل لجان متخصصة من الإدارات المعنية لمعاينة المكان، حيث أن القرية يتخطى عدد سكانها الـ 102 ألف نسمة، وأثبتت هذه اللجان أن المكان يصلح لإنشاء مركز غسيل كلوي، ومن هنا بدأت أولى خطوات تحقيق الحلم، اقتطعت من وقتي أنا ومجموعة من الأهالي، كنا نسافر حاملين حقائب حلمنا عبارة عن مجموعة أوراق تخص المركز، إلى وزارة الصحة تارة والمديرية تارة أخرى، وحصلنا على جميع الموافقات وقدمنا طلبًا باسم الشيخ أحمد أبو سعدة، أحد أهالي القرية، على أننا على أتم الاستعداد بالتكفل بإنشاء المركز وتجهيزه".
أضاف "كان لدينا دورين كاملين غير مستغلين بوحدة طب الأسرة وفي 2017 بدأت اللجان مرة أخرى تعاين المبنى والأرض الفضاء وتم الموافقة بشكل نهائي وأرسلنا أسماء المرضى للوزارة في سبتمبر 2017، وحينها لم نبدأ في جمع التبرعات، ورُكنت الأوراق وفي شهر نوفمبر بدأت التحرك مرة أخرى للذهاب للوزارة، وتحريك الأوراق، وقطعنا شوطا كبيرا حتى انتهت كل الموافقات وأُرسلت للمديرية، وأمرت وكيل الوزارة بتشكيل لجنة لاختيار الموقع، وبدأنا في تشكيل لجان متخصصة من أهالي القرية، إحدهم تتولى جمع التبرعات، وتضم أئمة مساجد، وواحدة تتولى متابعة التجهيزات مع الجهات المختصة من مديريتي الإسكان والصحة".
وتابع الشيخ أحمد أبو سعدة سعدة، أحد أعضاء مجلس الإدارة، "شكلنا عدة لجان منها واحدة للمشتريات وأمانة الصندوق وغيرها، وتولت إحدى الشركات المتطوعة بإزالة الأشجار من المكان، والجميع تسابق على فعل الخير، ونقوم بإعلان ماتم جمعه من تبرعات بشكل إسبوعي، سواء تبرعات عينية أو مادية، وتمكنا من جمع 6 ملايين و329 ألف جنيه، كتبرعات مادية نقدية، وباقي الـ12مليون كانت عبارة عن تبرعات عينية مثل "الزلط، الأسمنت والرمل والحديد"، وتجهيزات طبية، ويتم الإعلان عن طريق صفحة المركز على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فضلاً عن العمال المتطوعين الذين كانوا يعملون ليل نهار تطوعًا منهم.
أوضح السيد حسن عطا، أمبن الصندوق، جهزنا المركز بأحدث الأجهزة ووفقًا لما طلبته مديرية الصحة، واستعنا في وقت قياسي الانتهاء من التجهيزات كافة، وانتظرنا موعد الافتتاح، لكنا نحتاج لاستكمال الهيكل الإداري، فضلاً عن توفير فني للصيانة وعمالة واستكمال النقص في طاقم التمريض، وبدأ المرضى في إجراء جلسات الغسيل الكلوي قبل الافتتاح، وزار المحافظ كل أقسام المركز واطمئن على المرضى، الذين عبروا عن سعادتهم، وضم مجلس الإدارة "حسونة عبدالجواد جعفر، بسيوني الدمنهوري، عطية حافظ كامل، إبراهيم عبدالخالق، السيد القرضاوي، شعبان أبوالعزم".
محافظ كفر الشيخ: مجهز بأحدث الأجهزة طبقا للمواصفات العالمية ويساهم في رفع مستوى الخدمة الطبية
المركز مكون من طابقين على مساحة فدان و750 مترا للمنشآت الطبية، يضم الطابق الأول قاعتي غسيل كلوي، أحداهما سلبي بها 10 ماكينات والأخرى إيجابي بها ماكينين، ووحدة عناية مركزة كلية تضم 3 أسرة و3 مونيتور وجهاز تنفس صناعي، ووحدة معالجة مياه شاملة، وغرفة شبكة غازات، وغرفتي المغسلة والمجفف مجهزين على أعلى مستوى ومخزن مستلزمات الغسيل وغرفة كهرباء رئيسية، فضلاً عن مكان مجهز لاستقبال المرضى، غرفتين لتعقيم الآلات وغرفة للكشف على المرضى وصيدلية و8 دورات مياه، واستراحة للمدير والأطباء والتمريض.
ويتضمن الطابق الأول_علوي، بنك دم تخزيني به أربع غرف بأحدث الأجهزة والتجهيزات الخاصة به، ومعمل به ثلاث غرف بالتجهيزات الخاصة به، وعنبر غسيل كلوي مجهز لاستيعاب ماكينات للتوسعات المستقبلية، وغرف إدارية، ومخزن، وغرفة توزيع كهرباء داخلية، و8 دورات مياه مطابقة للدور الأرضي.
كما تم تجهيز المركز بأحدث تكنولوجيا على أعلى مستوى بجميع الأجهزة والمستلزمات الطبية، ويتم تشغيله تحت إشراف مديرية الشؤون الصحية بمحافظة كفر الشيخ، ويقدم الخدمة مجانية لتكلف الدولة ثمن عمليات الغسيل الكلوي للمرضى، ويستوعب 40 مريضًا بشكل مبدئي، ويهدف للنهوض بقطاع الصحة بدسوق، ويقع في مكان متميز بالقرية بالإضافة إلى أنه يخدم أبناء القرية والقرى المجاورة، وجرى التعاقد مع الأطباء كتعاقد ثلاثي بين مجلس إدارة مركز الغسيل الكلوي ومديرية الشؤون الصحية والأطباء. ويتكفل مجلس الإدارة بأجور الأطباء لعامين كما تتولى مديرية الشؤون الصحية توفير المستلزمات والأدوات الطبية والإشراف الفني والطبي والإداري.
قال الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، إن المركز يضاهي المراكز الحديثة في العالم، ومجهز بأحدث أجهزة طبية ويساهم في رفع مستوى الخدمة، حيث يتم تطوير المنظومة الصحية بالمحافظة، لخدمة أهالينا بكفرالشيخ، وتحسين الخدمات الطبية المقدمة لهم ورعايتهم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مقدمًا الشكر لأهالي سنهور المدينة لدورهم المجتمعي والإنساني المشرُف للنهوض بالمنظومة الصحية بالقرية، كما قدم خالص الشكر للدكتور فيصل جودة، وكيل وزارة الصحة، وجميع الأطباء وهيئة التمريض على جهودهم المبذولة لخروج مركز الغسيل الكلوي بهذه الصورة المشرفة لصالح أبناء سنهور المدينة، وتقديم الرعاية الطبية لأهالينا.
مجلس الإدارة: "حلم تحقق بعد 7أعوام والتبرعات انقدية بلغت 6 ملايين و329 ألف جنيه"
من جانبها قالت فايزة عبد الخالق عطا، 56 عامًا، إحدى مرضى الغسيل الكلوي، "إن افتتاح المركز رحمني من عبء السفر إلى مدينة دسوق، كنت أقطع مسافة 14كيلو مترًا 3 مرات في الأسبوع لأتمكن من إجراء جلسات الغسيل، أحيانًا كنت أعود متأخرًا ولا أقوى على الحركة، بسبب الشيفتات المسائية، والحمدلله الذي أكرمنا بوجود هذا المركز، أجريت أولى جلسات الغسيل به، يقع على بعد أمتار قليلة من منزلي، ويخفف العبء عني".
السعيد حامد القرضاوي، أحد المرضى، عبر عن سعادته بافتتاح المركز قائلاً: "رحمنا من عذاب اللف على المستشفيات لإيجاد أماكن للغسيل، الخير في بلدنا حلو، وكلنا ساهمنا من أجل هذا الصرح، مش بنتكلف أي حاجة، وبدل البهدلة والسفر رحمنا".
الدكتور محمود نوح، أحد الأطباء الأخصائيين المتواجدين بالمركز، قال إن المركز يُعد نقلة نوعية في تحسين الخدمة الطبية داخل المحافظة، فهو يساهم في حل مشاكل نقص ماكينات الغسيل الكلوي، لأنه يستوعب 40 مريضًا قابلين للزيادة، معبرًا عن سعادته بانضمامه إلى أسرة الفريق الطبي بالمركز، قائلاً "سعادتنا كبيرة، لأننا نقدم خدمة لأهالينا، ونجلس يومًا كاملاً في الأسبوع من أجلهم، المركز يضم طبيبين غيري، هما الدكتورة أسماء الأحول والدكتور أحمد نجيب، وجميعنا في خدمة الأهالي، بجانب 14ممرضة وسيتم سد العجز في الهيكل الإداري خلال الفترة المقبلة".