الطفلة "ملك": القرآن وصناعة الإكسسوار بيهون علي انتظار الموت
الطفلة ملك المصابة بالسرطان
حُرمت من الذهاب لمدرستها، انعزلت عن أصحابها وألعابها، بعدما أصابها «المرض اللعين» رغم سنها التي لم تتجاوز الـ9 أعوام، أصيبت بحالة نفسية سيئة بعدما عايرها الأطفال بسقوط شعرها إثر تلقيها جلسات الكيماوي، ولم تجد من يدعمها سوى والدتها بعدما انفصل والداها، فحاربت «سرطان الغدد الليمفاوية» بالاستماع لـ«القرآن الكريم والابتسامة فى وجه من يعرفها، والرسم وتلوين اللوحات وصناعة الإكسوارات»، حتى عرفها كل من يتردد على مركز أورام طنطا.
لم تعش الطفلة ملك يحى سالم، المقيمة بقرية الوزارية التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، طفولة عادية، ولم تكن لديها مواهب، فطفولتها قضتها بين المشاكل الأسرية وانفاصل والديها وزواج والدتها، التي تتركها تارة مع جدتها لأمها وأخرى مع والدتها فى حياتها الجديدة، وفى أواخر العام الماضى أثناء عودتها من مدرستها شكت من آلام شديدة فى البطن والقدم، وأسرعت والدتها بها إلى الطبيب الذى أكد انها من الممكن أن تكون جراحة «الزائدة الدودية»، لكن مع إجراء الفحوصات لم تجد لديها الحاجة لجراحة، إنما اكتشفت بعد ذلك إصابتها بمرض «السرطان» وأنه فى حالة متأخرة.
والدتها: تحتاج لمسح ذرى بـ6 آلاف جنيه.. ونفسى تكمل علاجها فى 57357
تروى دينا سامح، والدة الطفلة ملك، قصتها مع السرطان، قائلة «كانت تجرى وتضحك وتذهب لمدرستها، فجأة تنقلب حالها، حينما شعرت بآلام حادة، ومع ذهابنا لأكثر من طبيب وإجراء فحوصات كثيرة، اكتشفنا إصابتها بـ«سرطان الغدد الليمفاوية»، وأنه فى حالة متأخرة حيث ضغط على القلب والرئة والكبد، ولابد من الذهاب بها إلى مستشفى 57357 دون إبطاء، فهرولت للمستشفى بخطاب تحول من طبيب خاص يشرح حالتها، ليؤكد مسؤولوها أنه سيتم وضعها على قائمة الانتظار، ولأن حالتها لم تعد تحتمل الانتظار ذهبت بها لمركز أورام طنطا، وهناك أجريت لها فحوصات وتحاليل وبدأت فى جرعات علاج الكيماوى، ومكثت بها 3 أشهر داخل المركز، لكننى اكتشفت تكوين كمية مياه كبيرة على الرئة، ما أدى لتدهور حالتها».
تضيف والدة الطفلة: «حالتها تسوء يوم عن يوم، والاطباء شاكين فى وجود بؤرة ورم على المخ، انتشر فى جسمها، وباخدها وأروح مستشفى 57357 أعملها مسح ذرى على حسابى بـ6 آلاف جنيه، بسبب رفضهم إجراء الفحوصات لمن خارج المستشفى، وخلاص أصبحت لا أملك ثمن العلاج والفحوصات، لجأت لأهل الخير للمساعدة لأن التأمين الصحى لم يغطِ كل تكاليف العلاج، وبتدخل فى غيبوبة كتير، وبتنزف بسبب انخفاض الصفائح الدموية، وأحياناً فقدان نظر، وركبنا ليها جهاز «بروتكات» فى رقبتها، علشان تقدر تكمل علاج الكيماوى، بتقضى حياتها بين الاستماع للقرآن وصناعة الإكسسوارات من الخرز وتلوين اللوحات، بتقولى ياماما دا بيهون عليا انتظار الموت».
توضح الأم «بنتى عندها يقين أنها هتموت قريب، بتقولى انتى بتصورينى علشان لما أموت تفتكرينى، وبتشغل أغنية أمورتى الحلوة، وتقولى ياماما إسمعيها علشان لما أموت تفتكرينى، وتفكرى الأطفال اللى بتعايرنى بسقوط شعرى، بيا، قوليلهم انى كنت بطلة بحارب السرطان لكنه هزمنى، بس انا كان نفسى اتعالج وأروح ازور النبى وأشرب مياه زمزم، وانا نفسى بنتى تتعالج وتخف، نفسى تدخل مستشفى 57 تكمل علاجها وأعمل التحاليل والفحوصات مجانى».