الشركة الشرقية للدخان يرأسها أحد الإداريين والاقتصاديين ذوى المقدرة والمتابعة فى النشر فى الصحف، خصوصاً جريدة الوطن، عن حجم الإنتاج المتزايد من السجائر وأطنان الدخان للجوزة والشيشة والمضغى والنشوق، ولكنه أخيراً نشر استغاثة بأن الشركة بدلاً من أن تحقق مكاسب بدأت تخسر لأن تكاليف الإنتاج زادت بعد زيادة أسعار البترول والغاز ونفقات النقل، وأدى ذالك إلى تهريب السجائر الرخيصة من الخارج من كوريا وبلد آخر، مع تصريح من ممثل شركات الدخان العالمية فى الشرق الأوسط بأنه يعرض برنامجاً تدريبياً لرجال الجمارك فى الكشف عن السجائر المهربة.
وهذا الوضع حذرت منه منظمة الصحة العالمية بأن رفع سعر السجائر والدخان، والذى هو من أهم الوسائل فى تقليل الاستهلاك، سيفتح باباً لتهريب السجائر الرخيصة والأكثر ضرراً من الخارج. وفى محاولة للفهم من الخبراء عن الفرق بين السجائر الرخيصة التى تُتداول فى بلاد العالم الثالث والسجائر الأخرى لشركات عالمية قيل لنا إن سجائر البلاد الفقيرة تؤخذ من أوراق شجر الدخان القريبة من الأرض، بينما سجائر الوجهاء تؤخذ من أوراق الدخان القريبة من القمة، والفارق بين الدخان الرخيص والدخان الغالى هو فى نسبة المواد المسرطنة فى الدخان والمواد المسببة للإدمان وهى النيكوتين، والتى تسبب أمراض الشرايين والجهاز الهضمى. أما السجائر الرخيصة فهى تسبب سرطان الرئة والنزلات الشعبية المزمنة وسرطانات المثانة، بالإضافة إلى أمراض الشرايين، وسبب سرطان المثانة أن المواد المسرطنة تُمتص فى الدم وتخرج مع البول وتبقى فى المثانة بالساعات، وقد تغير الخلايا المبطنة للمثانة إلى خلايا سرطانية.. وسرطان المثانة فى زيادة بعد أن انتهت مشكلة البلهارسيا التى كانت السبب الأول فى سرطان المثانة.
إن التدخين هو السبب الأول لأمراض الشرايين فى الرجال فى مصر، حيث تترسب الدهون بعد زيادتها فى الدم فى جدار الشرايين الهامة مثل شرايين القلب والمخ والأطراف. وبدأ التدخين يؤثر بطريقة سلبية على الزوجة والأولاد عند التدخين فى المنزل، وهى مسئولية كبرى على الرجال المدخنين، ليس فقط بالإساءة لصحتهم، ولكن بالإساءة أيضاً لصحة الزوجة والأولاد. ولقد طالبت بعض السيدات اللائى تأثرن بذلك ومرضن بالقلب بمطالبة الزوج بالتوقف عن التدخين، وإذا لم يتوقف تطالب الزوجة بخلعه، وسأكون أنا شاهداً فى المحكمة.
أنا أتعاطف مع السيد النشيط رئيس الشركة الشرقية للدخان.. لا نريده أن يخسر ولا نريد أن تهرّب السجائر الفاسدة إلى مصر، ولكن نريد أن يقل إنتاجه وأن يصل إلى حد انتهاء العمل بالشركة خلال سنوات ويستبدل النشاط بآخر لا يستهلك صحة المواطنين بل يضيف إليهم.
تعليق على رد الدكتور صلاح الغزالى حرب
أشكرك على التعليق على موضوع سعر أدوية السكر، وموافقتى بخصوص العامل الاقتصادى وقدرة المريض على الحصول على الدواء، خصوصاً عندما يكون العلاج بصفة دائمة، ولكنك أيضاً تؤكد أن من حق المريض الحصول على الأدوية الجديدة، خصوصاً عندما يكون لها مميزات عن العلاج القديم، غير أنك لم ترد على ماذا يحدث عندما يذهب المريض بالروشتة الغالية إلى الصيدلية، ويكتشف أنه لا يملك المبلغ المطلوب للدواء الغالى فيقوم الصيدلى الذى يدّعى الذكاء ببيع شريط واحد من العلبة ثمنه نصف الثمن، فيأخذ المريض الشريط الذى يستمر معه أسبوعاً واحداً، ثم يتوقف عن العلاج لأنه لا يملك شراء باقى الدواء، هل هذا سيحسّن صحة المريض، أم سيتركه تحت رحمة السكر ومضاعفاته.
أخيراً شكرى الجزيل للدكتور صلاح الغزالى حرب، الأستاذ الكبير وأحد القلائل الباقين من كبار الأطباء الذين يهتمون بصحة الوطن والمواطنين.